جدة: نجلاء الحربي

شدد خبراء على أن اعتماد المنطقة الشرقية (الجبيل والدمام) تقنية الحاويات النظيفة الذكية التي تعتمد على أسلوب ضغط النفايات تحت الأرض خطوة بالغة الأهمية، وتستحق التعميم، على الأخص مع التوجه العالمي، وتوجه المملكة تحديدًا نحو تحسين جودة الحياة، والحفاظ على البيئة، والتزامها بالحد من التلوث.

وطبقت الجبيل والدمام هذه التقنية التي تعمل على الطاقة الشمسية، وبسعة 1700 لتر، مع استخدام مكبس داخلي يدعم كفاءة الحاويات، ويرفع معدل استيعابها إلى 3600 لتر. حلول مبتكرة خبير البيئة مصطفى عبدالسلام بيّن أن وجود الحاويات الذكية من الحلول المبتكرة التي تسهم في الحفاظ على البيئة من التلوث والروائح الكريهة، وتضفي مسحة جمالية في الشوارع والأحياء بدلا من الحاويات القديمة التي تشوه المنظر، خصوصا تلك المتهالكة منها والتي تساهم في التشويه البصري المزعج.

وأشار إلى أن «الحاويات الذكية المتصلة بالإنترنت وتعمل بالطاقة الشمسية تم تطبيقها في نيويورك ولندن والشارقة وعدة مدن أخرى في دول متعددة»، موضحاً أن في المنطقة الشرقية تم ذلك في بعض المدن، «وهذه بادرة تحسب لهم في الحفاظ على البيئة من التلوث، كما أن وجود الحاويات الذكية يساعد على التقليل من حركة سيارات جمع القمامة في الشوارع، ما يحد كذلك من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري ويخفض ثاني أكسد الكربون وتقليل من الضوضاء إشغال الطرق بهذه الشاحنات». ألواح للطاقة تم تطبيق هذه التقنية العام الماضي في وسط الدمام، حيث استخدمت حاوية النفايات الذكية التي تعمل بالطاقة الشمسية وتسع 1700 لتر، وبها مكبس داخلي يدعم كفاءتها ويرفع معدل استيعابها إلى 3600 لتراً، وذلك في إطار تحسين المشهد البصري وتحقيق متطلبات الأهداف البيئية.

وتعمل الحاوية الذكية بالطاقة الشمسية، وهي مزودة بلوحين شمسيين تدعم الشحن، وبوابات تفتح تلقائياً بواسطة حساسات كهروضوئية، وتغلق بشكل تلقائي بعد 10 ثوانٍ وتعمل على ضغط النفايات 8 مرات لتقليص حجمها، مما ساهم في تحسين المشهد الحضري ومنع التشوهات البصرية والمحافظة على البيئة والصحة العامة والحد من التلوث. اتصال بالإنترنت حسب تأكيدات خبراء في مجال صناعة الحاويات الذكية في شركات عالمية في حديثهم لـ«الوطن» فإن الحاويات الذكية تكون متصلة بالإنترنت لمعرفة الوقت المحدد لتفريغها ووقت الامتلاء عن طريق إرسال إشارات لمركز التحكم في حال امتلأت هذه الحاويات في أي موقع داخل المدينة، والذي بدوره يبلغ الشاحنات بالعناونين لتفريغ الحاويات الممتلئة.

وتتحمل الحاويات الذكية 8 أضعاف الصندوق العادي للنفايات، وتمتاز بوجود ضاغط للنفايات يزيد سعتها، كما تستخدم الطاقة الشمسية، وتتواصل الحاوية لاسلكياً مع منصة تحليل البيانات التي ترسل معلومات الوقت الحقيقي لمنصة رصد وتحليل البيانات من خلال نقل البيانات لاسلكياً باستخدام شبكات 4G، كذلك تتيح هذه الحاويات معلومات عنها عبر الاتصالات بمركز التحكم يوضح ملء الحاوية وتاريخ الضغط وقدرة البطارية التي تشحن على الطاقة الشمسية أيضا، كما أن كونها مخفية تحت الأرض يمنع انبعاث الروائح منها. تذمر من الحاويات المتهالكة مقابل استخدام الحاويات الذكية في الدمام والجبيل، اشتكى قاطنون في مدن أخرى من الحاويات التقليدية المتهالكة، ففي جدة طالب المعلم عبدالمجيد العتيبي بإعادة النظر في الحاويات القديمة المنتشرة في الأحياء لأنها تشوه المنظر العام إلى جانب ما ينبعث منها من روائح كريهة وجمعها للحشرات والقوارض من حولها، وقال «لا بد أن تعيد أمانة جدة النظر في هذه الحاويات، فلا يعقل أننا ما زلنا نستخدمها مع وجود حاويات ذكية اعتمدت في كثير من بلدان العالم».

أما ماجد البقمي، وهو باحث اجتماعي، فأوضح أنه استقبل في العام الماضي ضيفا قادما من خارج المملكة، وقد استغرب ذلك الضيف انتشار الحاويات القديمة في شوارعها، مقترحا استخدام حاويات ذكية، وقال «أطالب بتدخل الشؤون البلدية والقروية لوضع تنظيم حازم لاستبدال هذه الحاويات التي تشوه منظر المدن واستخدام حاويات مدفونة تحت الأرض بدلا منها».

من جهتها، تواصلت «الوطن» مع أمانة جدة لمعرفة ما إن كان هناك مشروع مستقبلي لتطبيق فكرة الحاويات الذكية أو ما إن كان قد بدأ تطبيقها في بعض الأحياء، لكنها لم تحصل على أي رد حتى تاريخ النشر. الحاويات الذكية حاويات ترمى فيها القمامة تتصل بالإنترنت وتعمل بالطاقة الشمسية تشكل تحولا نوعيا مهما للحفاظ على البيئة مزودة بأجهزة استشعار لرصد وقياس مستوى النفايات تبلغ عن الحاوية عند امتلائها فيها ضاغط للنفايات 8 مرات يقلص حجمها اتصالها بالإنترنت يعرف المحيطين بمكانها بموقعها