علي حسن حسون

في ظل التقدم الحضاري الذي تشهده البلاد في شتى المجالات التعليمية والتقنية ونحوها، في الماضي القريب لم نكن ندرك بأننا بإمكاننا أن نصل إلى مراحل متقدمة في عدة جوانب وأهمها الجانب التعليمي والتقني ولعل مهرجان آيسف 2022 دليلًا واضحًا وجليا لكل تلك الجهود المبذولة من خلال (موهبة) وجميع العاملين بهذه المؤسسة فهم بعملون بجد وإخلاص وتفان في إبراز وتقديم هذه الكوكبة السعودية من طلاب وطالبات للعالم أجمع، وكل ذلك جاء بدعم سخي من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله.

وبينما نحن نعيش هذا الاعتزاز والفخر بالموهوبين ظهر لنا ومن خلال السوشيال ميديا مقطعًا لبعض الفتيات تقوم إحداهن بالتنمر والاعتداء على صديقتها في مشهد اجتمعت فيه الوحشية واللانسانية معا، فعندما ننظر لهذا (تنمر) ندرك بأن هناك خللًا مازال يضفي بظلاله على أبنائنا بعدما عانى منه الكثير منا، خاصة في أروقة التعليم وخارجها، لعله لم يكن هنالك اهتمام بذلك الجانب بشكل كبير لذا لم يكن سوى العقاب هو الحل لتلك الظاهرة، وهذا بحد ذاته لم يكن كفيلًا بالحد منها، لذا لابد لنا من طرق أخرى وهي إدراج الفنون كمناهج وطرق تعليمية.

ويجب أن ندرك بأن من خلال الفنون «تقاس حضارات الشعوب ومدى تقدمها»، فالفن ليس الموسيقى والغناء كما يدور في ذهن البعض لا بل هو فكر من خلاله ظهر الإبداع في عدة مجالات كالكيمياء والفيزياء، وغيرها أسهمت في وعي الإنسان وتقدمه.