موسكو: الوكالات

أعرب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ميخائيل بوبوف، عن قناعته بأن السفن الحربية الأمريكية لن تعود إلى البحر الأسود قبل زوال الخطر الناجم عن ظهور ألغام بحرية أوكرانية في مياهه.

وفي مقابلة أجرها، وتم نشرها اليوم الأحد، علق بوبوف على إعلان المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي عن انسحاب السفن الحربية الأمريكية من البحر الأسود تفاديا لتصعيد التوتر في المنطقة على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، دون الكشف عن موعد عودتها المحتملة إلى هناك.

واعتبر بوبوف أن الكلام عن عدم رغبة واشنطن في تصعيد الوضع في البحر الأسود ليس سوى «عذر»، علما أن القوات البحرية الأمريكية عادة ما تسارع إلى ضمان وجودها في مناطق النزاع عبر العالم.

وأعرب المسؤول الروسي عن قناعته بأن أحد أسباب قرار البنتاغون تأجيل عودة سفنها إلى البحر الأسود (بعد مغادرتها لها أواسط ديسمبر الماضي) هو بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ولفت بوبوف بهذا الصدد إلى أن تاريخ الاستفزازات ضد الأسطول الحربي الروسي حافل لأمثلة التصرف غير المسؤول من قبل البحارة الأمريكيين، واعتدال رد القوات البحرية الروسية عليه، «لكن في الظروف الراهنة أدركت القيادة الأمريكية فيما يبدو أنها لن تستطيع استفزاز الدب الروسي بدون أن تتعرض لعواقب خطيرة».

وأشار بوبوف إلى أن ثمة سببا آخر وراء القرار الأمريكي، ألا وهو أكثر من 400 لغم بحري وضعها البحارة الأوكرانيون -المدربون من قبل الخبراء الأمريكيين- أواخر فبراير الماضي قبالة سواحل عدد من موانئ البلاد، قبل أن تسببت عواصف بحرية في إفلات بعض هذه الألغام من مراسيها، ما أدى إلى انجرافها إلى الجزء الغربي من البحر، وأدى ذلك إلى تحول هذه الألغام التائهة من سلاح دفاعي أوكراني إلى «سلاح هجومي موجه ضد دول الناتو المطلة على البحر الأسود، وغيرها من ضيوف المنطقة».

وأشار بوبوف إلى أن أوكرانيا غير قادرة على إبطال مفعول الألغام العائمة (وقد تم اكتشاف بعضها عند سواحل بلغاريا ورومانيا وتركيا، وفي مضيق البوسفور)، الأمر الذي جعل دول الناتو عمليا مسؤولة عن تنفيذ هذه المهمة.

مرجحا أن تخشى السفن الحربية الأمريكية العودة إلى البحر الأسود في المستقبل المنظور قبل زوال التهديد الناجم عن الألغام الأوكرانية، كما لا ترغب واشنطن في مساعدة حلفائها في الناتو، المتروكين لشأنهم أمام المشكلات المتعلقة بأوكرانيا.