أفاد تقرير عالمي بوفاة أكثر من 1.2 مليون شخص عبر العالم بسبب عدوى بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية، وهو ما يفوق مجموع الوفيات التي سببها الملاريا أو الأيدز. ويرجح الخبراء أن الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية، لعلاج أنواع بسيطة من العدوى في السنوات الأخيرة، قلل من فعاليتها أمام أنواع العدوى الخطيرة.
ونشرت مجلة «لانست» الدراسة التي أشرف عليها خبراء دوليون، بقيادة جامعة واشنطن في الولايات المتحدة، ورصدوا خلالها الوفيات في 204 دول.
وحذر الخبراء من أن الأطباء يعطون مرضاهم مضادا حيويا مدةً طويلة، محذرين من الضرر الصحي البالغ الذي يسببه هذا الأمر.
علاج الالتهابات
يشدد الدكتور أسامة أحمد، المتخصص في طب وجراحة الفم والأسنان، على أنه كثيرا ما توصف المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات، خاصة للفم والأسنان. وقال: «تحدث التهابات العصب في الأسنان عند وجود نخر أو تسوس وصل إلى طبقة العصب، ويتكون بعدها خراج أو كيس دهني حول السن المصاب، والسن يتكون من طبقتين قبل طبقة العصب: طبقة الميناء والعاج، ويحتاج التسوس لأن يمر بتلك الطبقات حتى تحدث الشكوى، ويتطور الأمر لالتهاب السن».
وأوضح: «هناك خلط كبير عند المصابين بمشكلات التهاب عصب الأسنان، حيث يعتقد البعض أن المضاد الحيوي يجب أن يتم وصفه له قبل أو بعد العلاج لمجرد وجود التهاب، وهذا أمر خاطئ. قديما كان كثير من الأطباء يتبعون هذا عند العلاج، لكن الصحيح هو عدم الحاجة لوصف المضاد الحيوي إلا في نطاق ضيق جدا مثل مرضى القلب أو السكر غير المنتظم أو عند وجود خراج وانتفاخ كبير بالوجه يستدعي وصف المضاد كإجراء وقائي وليس علاجي، كما يظن البعض».
وأضاف د. أسامة: «عند وجود تسوسات أو التهابات لثة أو خراجات بسيطة، وحتى عند الخلع البسيط والجراحي، فإننّا لا نوصف المضاد الحيوي إذا كانت حالة الشخص الصحية جيدة، ولا يوجد ما يستدعي ذلك في التاريخ المرضي المصاحب له، ويجب إجراء العلاج اللازم في أقرب فرصة عند وجود شكوى وألم في أحد الأسنان».
التهابات لا تستدعي المضاد
نوه الدكتور أسامة بأن وجود الالتهاب لا يحدث دائما نتيجة بكتيريا. وقال: «هناك عدة آفات بكتيرية وفطرية وفيروسية يتم علاج كل منها على حدة، وكثير منها تنتج بسبب أمراض مزمنة مصاحبة أو عند استخدام بعض أنواع الأدوية التي تسبب جفاف الفم، مما يشكّل بيئة مناسبة لتلك الآفات».
وبيّن المتخصص في طب الفم والأسنان: «تناول المضادات الحيوية في هذه الحالة فترة طويلة يؤدي إلى خلل في المقاومة، والبعض يعتقد أن المضاد الحيوي يخفف الألم، وهذا غير صحيح، ويجب الاكتفاء بأخذ المسكن بشكل مؤقت، والتوجه للعيادة، لعلاج المشكلة».
ونصح بعدم تناول المضاد الحيوي بشكل عشوائي، ودون تشخيص صحيح للمشكلة. وأفاد: «التناول العشوائي يسهم في ضعف المناعة، لأن البكتيريا قد تقاوم المضاد الحيوي عند وصفه مرة أخرى، وذلك يندرج تحت ما نسميه Bacterial Resistance».
وذكر: «ننصح بعدم أخذ المضاد الحيوي إلا في نطاق ضيق جدا مثل وجود انتفاخ كبير أو خراج بالوجه وداخل الفم. ووقائيا، نحتاج وصف المضاد لمن لديه بعض أمراض القلب، ومن لديه صمام صناعي في القلب، والمصابين بالسكري، وكذلك عند إجراء جراحات كبيرة بالفم والأسنان والفكين».
زيادة معدل الوفيات
أوضح الطبيب العام الدكتور سعد القحطاني: «المضادات الحيوية أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها، استجابة لاستعمال تلك الأدوية»، مبينا أنه «كلما ارتفعت مقاومة المضادات الحيوية ارتفعت التكاليف الطبية، ومددت فترة الجلوس في المستشفى، وزاد معدل الوفيات».
وأضاف: «يزداد ظهور مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها في الحالات التي تأخذ المضادات دون وصفة طبية. مقاومة المضادات الحيوية تحدث بشكل طبيعي، ولكن وتيرة عمليتها تتسرع بفعل إساءة استعمالها، وهي واحدة من أكبر المخاطر التي تحيط بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية. كما أن الإفراط في تناول المضادات الحيوية ولفترات طويلة يعزز من مقاومتها».
وبيّن د. القحطاني: «وفقا لمراكز سيطرة الأمراض والوقاية منها، فإن ما يصل إلى ثلث نصف استخدام المضادات في البشر غير ضروري أو غير مناسب، وهناك حالات واضحة تكون فيها المضادات الحيوية ضرورية لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل الرئة (الالتهاب الرئوي) أو المسالك البولية وغيرها. ففي هذه الظروف يجب بدء العلاج بناءً على توصية الطبيب، وتناوله مدة محددة (نادرا ما تزيد على 7 - 10 أيام). إذا تم استخدام المضادات الحيوية بعناية، فلن يطور معظم الأفراد بكتيريا مقاومة، ويجب أن يكون العلاج فعالا للغاية».
أعظم تطورات الطب
قال د. القحطاني: «المضادات الحيوية من أعظم تطورات الطب، لكن الإفراط في استخدامها عندما لا توجد حاجة إليها يؤدي إلى مقاومة بكتيريا (البكتيريا التي يصعب علاجها)، ولكن مقاومة المضادات واحدة من أكثر مشكلات الصحة العامة إلحاحا في العالم، على الأخص في البلدان منخفضة الدخل».
عدوى انتهازية
من جانب آخر، كشف أخصائي المختبرات بمختبرات «نبض الوقاية»، محمد الرويلي، عن أن المضادات الحيوية علاوة على أنها تقضي على البكتيريا الضارة، فإنها أيضا تقضي على البكتيريا المفيدة، مما يؤدى إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي في الجسم بين البكتيريا، وبالتالي من الممكن ظهور بعض من أنواع العدوى الانتهازية مثل تكاثر الفطريات بالفم والجهاز الهضمي.
وقال الرويلي: «يجب تجنّب استخدام المضادات الحيوية قدر الإمكان، ولا بد من تناولها تحت إشراف طبي وعند الضرورة فقط». وعلل ذلك بقوله: «المضادات الحيوية تقتل البكتيريا النافعة مع الضارة، وتتسبّب في اختلال توازن البكتيريا في الجسم، وهذا بدوره يؤدي إلى حدوث مشكلات في الجهاز الهضمي».
نصائح يتوجب اتباعها لدى تناول المضاد الحيوي
- يجب تناول المضاد الحيوي بشكل كامل.
- المضادات الحيوية لا تكون دائما فعالة.
- عدم تناول المضادات الحيوية لنزلات البرد والأمراض الفيروسية الأخرى.
- عدم إيقاف المضاد الحيوي وقت تحسن حالتك إلا وفق تعليمات الطبيب.
ونشرت مجلة «لانست» الدراسة التي أشرف عليها خبراء دوليون، بقيادة جامعة واشنطن في الولايات المتحدة، ورصدوا خلالها الوفيات في 204 دول.
وحذر الخبراء من أن الأطباء يعطون مرضاهم مضادا حيويا مدةً طويلة، محذرين من الضرر الصحي البالغ الذي يسببه هذا الأمر.
علاج الالتهابات
يشدد الدكتور أسامة أحمد، المتخصص في طب وجراحة الفم والأسنان، على أنه كثيرا ما توصف المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات، خاصة للفم والأسنان. وقال: «تحدث التهابات العصب في الأسنان عند وجود نخر أو تسوس وصل إلى طبقة العصب، ويتكون بعدها خراج أو كيس دهني حول السن المصاب، والسن يتكون من طبقتين قبل طبقة العصب: طبقة الميناء والعاج، ويحتاج التسوس لأن يمر بتلك الطبقات حتى تحدث الشكوى، ويتطور الأمر لالتهاب السن».
وأوضح: «هناك خلط كبير عند المصابين بمشكلات التهاب عصب الأسنان، حيث يعتقد البعض أن المضاد الحيوي يجب أن يتم وصفه له قبل أو بعد العلاج لمجرد وجود التهاب، وهذا أمر خاطئ. قديما كان كثير من الأطباء يتبعون هذا عند العلاج، لكن الصحيح هو عدم الحاجة لوصف المضاد الحيوي إلا في نطاق ضيق جدا مثل مرضى القلب أو السكر غير المنتظم أو عند وجود خراج وانتفاخ كبير بالوجه يستدعي وصف المضاد كإجراء وقائي وليس علاجي، كما يظن البعض».
وأضاف د. أسامة: «عند وجود تسوسات أو التهابات لثة أو خراجات بسيطة، وحتى عند الخلع البسيط والجراحي، فإننّا لا نوصف المضاد الحيوي إذا كانت حالة الشخص الصحية جيدة، ولا يوجد ما يستدعي ذلك في التاريخ المرضي المصاحب له، ويجب إجراء العلاج اللازم في أقرب فرصة عند وجود شكوى وألم في أحد الأسنان».
التهابات لا تستدعي المضاد
نوه الدكتور أسامة بأن وجود الالتهاب لا يحدث دائما نتيجة بكتيريا. وقال: «هناك عدة آفات بكتيرية وفطرية وفيروسية يتم علاج كل منها على حدة، وكثير منها تنتج بسبب أمراض مزمنة مصاحبة أو عند استخدام بعض أنواع الأدوية التي تسبب جفاف الفم، مما يشكّل بيئة مناسبة لتلك الآفات».
وبيّن المتخصص في طب الفم والأسنان: «تناول المضادات الحيوية في هذه الحالة فترة طويلة يؤدي إلى خلل في المقاومة، والبعض يعتقد أن المضاد الحيوي يخفف الألم، وهذا غير صحيح، ويجب الاكتفاء بأخذ المسكن بشكل مؤقت، والتوجه للعيادة، لعلاج المشكلة».
ونصح بعدم تناول المضاد الحيوي بشكل عشوائي، ودون تشخيص صحيح للمشكلة. وأفاد: «التناول العشوائي يسهم في ضعف المناعة، لأن البكتيريا قد تقاوم المضاد الحيوي عند وصفه مرة أخرى، وذلك يندرج تحت ما نسميه Bacterial Resistance».
وذكر: «ننصح بعدم أخذ المضاد الحيوي إلا في نطاق ضيق جدا مثل وجود انتفاخ كبير أو خراج بالوجه وداخل الفم. ووقائيا، نحتاج وصف المضاد لمن لديه بعض أمراض القلب، ومن لديه صمام صناعي في القلب، والمصابين بالسكري، وكذلك عند إجراء جراحات كبيرة بالفم والأسنان والفكين».
زيادة معدل الوفيات
أوضح الطبيب العام الدكتور سعد القحطاني: «المضادات الحيوية أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها، استجابة لاستعمال تلك الأدوية»، مبينا أنه «كلما ارتفعت مقاومة المضادات الحيوية ارتفعت التكاليف الطبية، ومددت فترة الجلوس في المستشفى، وزاد معدل الوفيات».
وأضاف: «يزداد ظهور مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها في الحالات التي تأخذ المضادات دون وصفة طبية. مقاومة المضادات الحيوية تحدث بشكل طبيعي، ولكن وتيرة عمليتها تتسرع بفعل إساءة استعمالها، وهي واحدة من أكبر المخاطر التي تحيط بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية. كما أن الإفراط في تناول المضادات الحيوية ولفترات طويلة يعزز من مقاومتها».
وبيّن د. القحطاني: «وفقا لمراكز سيطرة الأمراض والوقاية منها، فإن ما يصل إلى ثلث نصف استخدام المضادات في البشر غير ضروري أو غير مناسب، وهناك حالات واضحة تكون فيها المضادات الحيوية ضرورية لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل الرئة (الالتهاب الرئوي) أو المسالك البولية وغيرها. ففي هذه الظروف يجب بدء العلاج بناءً على توصية الطبيب، وتناوله مدة محددة (نادرا ما تزيد على 7 - 10 أيام). إذا تم استخدام المضادات الحيوية بعناية، فلن يطور معظم الأفراد بكتيريا مقاومة، ويجب أن يكون العلاج فعالا للغاية».
أعظم تطورات الطب
قال د. القحطاني: «المضادات الحيوية من أعظم تطورات الطب، لكن الإفراط في استخدامها عندما لا توجد حاجة إليها يؤدي إلى مقاومة بكتيريا (البكتيريا التي يصعب علاجها)، ولكن مقاومة المضادات واحدة من أكثر مشكلات الصحة العامة إلحاحا في العالم، على الأخص في البلدان منخفضة الدخل».
عدوى انتهازية
من جانب آخر، كشف أخصائي المختبرات بمختبرات «نبض الوقاية»، محمد الرويلي، عن أن المضادات الحيوية علاوة على أنها تقضي على البكتيريا الضارة، فإنها أيضا تقضي على البكتيريا المفيدة، مما يؤدى إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي في الجسم بين البكتيريا، وبالتالي من الممكن ظهور بعض من أنواع العدوى الانتهازية مثل تكاثر الفطريات بالفم والجهاز الهضمي.
وقال الرويلي: «يجب تجنّب استخدام المضادات الحيوية قدر الإمكان، ولا بد من تناولها تحت إشراف طبي وعند الضرورة فقط». وعلل ذلك بقوله: «المضادات الحيوية تقتل البكتيريا النافعة مع الضارة، وتتسبّب في اختلال توازن البكتيريا في الجسم، وهذا بدوره يؤدي إلى حدوث مشكلات في الجهاز الهضمي».
نصائح يتوجب اتباعها لدى تناول المضاد الحيوي
- يجب تناول المضاد الحيوي بشكل كامل.
- المضادات الحيوية لا تكون دائما فعالة.
- عدم تناول المضادات الحيوية لنزلات البرد والأمراض الفيروسية الأخرى.
- عدم إيقاف المضاد الحيوي وقت تحسن حالتك إلا وفق تعليمات الطبيب.