عواجي النعمي

الذكرى السنوية لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، والتي توافق هذا العام الثامن من شهر نوفمبر، هي ذكرى عزيزة، حين يحتفل بها الشعب السعودي، يستذكر استمرار مسيرة التنمية والرخاء والنقلة النوعية التي شهدتها المملكة العربية السعودية من خلال رؤية المملكة 2030.

ومنذ بداية عهد الملك سلمان -حفظه الله تعالى- شهدت المملكة العربية السعودية تطورات غير مسبوقة في جميع النواحي سواء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتنموية والتنظيمية، وتقدمت المملكة في تقنية المعلومات والاتصالات والحكومة الإلكترونية تقدما كبيرًا، وضعها في المراتب الدولية الأولى.

ورغم مواجهة العالم لواحدة من أكبر الأزمات في تاريخه فإنه وبحكمة الملك سلمان -حفظه الله- وولي عهده استطاعت السعودية اجتياز آثار الأزمة في فترة قصيرة جدا، وسطرت درسا تاريخيا وأخلاقيا وإنسانيا تمثل في العلاج والتطعيم المجاني لجميع المواطنين والمقيمين، بل ومخالفي الإقامة مع الاستمرار في صرف جميع الرواتب والبدلات والمستحقات لجميع موظفين الدولة، بل ودعم القطاع الخاص لاجتياز جميع التحديات والصعوبات التي واجهته في فترة الجائحة.

أما على صعيد الأمن العربي والإقليمي فقد حققت المملكة العربية السعودية إنجازا كبيرا من خلال صنع التحالف العربي والإسلامي لمواجهة جميع التحديات والمخاطر التي كانت تحيط بالوطن العربي بشكل خاص، وبالخارطة الإسلامية بشكل عام، وكان أعظم الإنجازات في هذا المجال تجفيف منابع الإرهاب داخليا وخارجيا، وإحباط مخططات الاستهداف للداخل السعودي من خلال تلك الأحزاب والمنظمات الإرهابية في بعض الدول المجاورة.

وعلى الصعيد الاقتصادي ساهمت المملكة في دعم منظمة الصحة العالمية والدول الفقيرة لمواجهة جائحة كورونا، انطلاقا من واجبها الديني والأخلاقي، وقادت المملكة العربية السعودية أعضاء أوبك بحكمتها إلى بر الأمان مع الحفاظ على أسعار عادلة لبرميل البترول رغم جميع الضغوطات التي كانت تمارس على المنظمة من دول النفوذ.

وعلى صعيد تمكين المرأة فإن المرأة السعودية وفي عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين حظيت بكل فرص التمكين والمشاركة لتكون شريكا فعليا للرجل السعودي في بناء ونهضة الوطن.

أما على صعيد التحول الوطني فقد حققت المملكة العربية السعودية إنجازات كبيرة في تجويد الخدمات الصحية، وتعزيز السلامة المرورية، وتحسين منظومة التعليم، وتحسين الظروف المعيشية وجودة الحياة، وتطوير الخدمات الإلكترونية ودعم نمو القطاع الخاص غير الربحي، وتجويد إنتاجية الموظفين وزيادة مشاركة المرأة، وكذلك ذوي الإعاقة للاندماج في سوق العمل وجذب الاستثمارات العالمية وتسهيل ممارسة الأعمال، وتفعيل مبادرات حماية البيئة وتقليل الخطر المناخي، وكذلك الارتقاء بجودة الخدمات العدلية، وتعد مرحلة التحول مرحلة مفصلية من مراحل رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

ومع ذكرى البيعة السنوية نسأل الله -عز وجل- أن يحفظ الملك سلمان بن العزيز وسمو ولي عهده الأمين، وأن يحفظ لهذا الوطن نعمة الأمن والأمان والرخاء.