صلاح ربيع العبادي

مهما اعتصم خوفك ومهما طال صمتك، مهما كفت مشاعرك وأحاسيسك عن الدوران في أفلاك كواكبي وفي منظومة احتياجاتي.

مهما اختبأت داخل شرنقتك، ومهما طال زمن بياتك الشتوي، مهما طال هربك من مجهول يطارد أوهامك وخيالاتك وغابات وأحراش تصوراتك الخرافية، رغم جبال الثلج التي تكسو بها ملامحك حرصًا على عدم بوح واقعك بما تعانيه، وبرغم أبواب الحس الموصدة، ورغم صدأ الحروف التي أخرسها العنت الذي تعيشينه مع نفسك، وأخرسها رعبك من مجهول يسكنك، ويفرض الوصاية علي شرايين وعيك.

رغم المد والجزر في محيطات كيانك، رغم الكسوف والخسوف في أجواء وجدانك، أنت لي شئت ذلك أم أبيتِ.

فارسك خيالك، خيارك الوحيد، اهجعي إذن، أعطني لجام أمنياتك، مقود أمانيك، كيما أقود خطاك إلى بر الأمان، لترقد أشواقك وتطمئن في دفء حظيرتي، ولأخرجك من محنة عصيانك وتمردك، إلى جحيم وأمان فردوسي المفقود.