الجوف : منى العبدلي

قدرك الوحيد هو أنك عشت في زمن الفلاشات تسابقوا على التصوير والتوثيق ونسو روحك يا عبدالعزيز.. تغريدة أطلقتها إحدى المغردات وغيرها الكثير من تغريدات الكويتيين التي سادها استياء من الذين كانوا يصورون مشهد الجريمة دونما تحرك لإنقاذ الضحية وهو شرطي المرور عبدالعزيز الرشيدي الذي لقي حتفه على يد أحد المجرمين، وهو المجرم الذي قتل أمه في جريمة مزدوجة هزت الشارع الكويتي.

مطالبة بالعقوبات

طالب عدد من المغردين بإيقاع العقوبة على من قاموا بتوثيق الحدث من المصورين في مسرح الجريمة دونما التدخل لإنقاذ الرشيدي.

في وقت أوضح فيه أستاذ القانون بجامعة الكويت الدكتور محمد الفيلي لـالوطن، أن التشريعات الجنائية في كثير من الدول ومنها دولة الكويت تجرم عدم تقديم المعونة لمن هو في خطر، ولكن التجريم يأتي بحسب القدرة على تقديم المعونة.

وقال: من الناحية الواقعية عندما يكون أحد الناس شاهد على فعل أو حدث، وفي مسرح الجريمة هناك مسلح يقوم بتوجيه طعنات ل ايوجدقانون يقول إن الأنسان يجازف بحياته عندما يكون عالما بمدى الخطر الذي ربما لايستطيع دفعه.

واستطرد قائلا: نحن اليوم أمام أمرين مختلفين أمام سلوك الناس في تصوير الحدث، أيا كان دون تدخلهم لرد العدوان، وبين المطالبة من الناس بأن يقوموا بتعريض حياتهم للخطر والتدخل، فالسلوك الأول بالتأكيد أخلاقيا وقانونيا نحن بصدد إشكالية عندما نستطيع تقديم المساعدة ولا نقدمها، ومن أشكال تقديم المساعدة التبليغ والنهي إن كان لذلك أثر.

وأوضح قائلا: في المجمل نحن أمام سلوك اجتماعي ينتشر ويوجب على من يستطيع الإنقاذ أن يتدخل لانقاذه ولكن في حدود مايملكه الشخص من قدره، مضيفا ان الجريمة تتحقق عند عدم تقديم المعونة لمن يتعرض لخطر مع القدرة على تقديم المعونة اما عند عدم القدرة فالجريمة لا تقع و لا تكليف بما يتجاوز القدرة.

جريمة مروعة

كما بين الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور عايد سماوي أن :ماحدث جريمة مروعة، ولكن كما يبدوا أن الناس في الشارع لم يكونوا مدركين جسامة الموقف، وربما كانوا من العمالة وهم يتجنبون في أن يكونوا طرفا في إشكالية.

وتابع: الصورة إلى الآن لم تتضح نهائيا وكان من الواضح أن المجرم في حالة هياج شديدة، وهارب وعندما تم إيقافه لم يتحمل الانتظار خشية أن يتم القبض عليه، وتابع: ويبدوا أن المجرم من الناحية الجسمية قوي بشكل كبير، سيطر على العسكري وقام بتسديد الطعنات المتكرره مما أدى إلى شلل كامل في قدرة العسكري، وهذا أمر عجيب ويفترض بأنه يكون مدرب.

المادة 143

من جانبه، قال المحامي والمستشار القانوني

طلال بن عبدالعزيز المطيري: ما شاهدنا اليوم في مقطع الفيديو الذي انتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي والذي ظهر فيه شخص من الجنسية السورية يعتدي على رجل أمن كويتي مسدداً له عدة طعنات متفرقة في جسده بآلة حادة قاتلة حتى فارق الحياة، ولا شك إن هذه جريمة قتل عمد مكتملة الأركان يعاقب فاعلها بالإعدام وفق لقانون الجزاء الكويتي.

وأضاف: كان هناك من يصور المشهد وكان بإمكانهم التدخل وإنقاذ المجني عليه من هذا الجاني، لا سيما وإن الوسيلة المستعملة في القتل هي آلة حادة وكان بالإمكان التغلب على الجاني وصده عن المضي في فعله الإجرامي، لا سيما وأن قانون الجزاء الكويتي في المادة 143 قد حدد عقوبة الشخص الذي يكون بإمكانه أن يمنع وقوع أي جريمة تحصل أمامه ولم يتدخل لمنعها يعاقب بالسجن لمدة سنة بالإضافة إلى الغرامة.

ولا شك إن هناك عقوبة مجتمعية تتمثل في استياء المجتمع من الشخص الذي ظل يستمتع بالتصوير دون أن يتدخل لمنع الجريمة وكان بمقدوره أن يتدخل ويمنع وقوعها.