طهران: الوكالات

انتشر شريط صوتي مُسرب، ينتقد فيه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سيطرة الحرس الثوري على السياسة الخارجية للبلاد، وإدخالها في الحرب الأهلية السورية بأمر من روسيا، حيث عبر الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي عن صدمتهم وذهولهم.

وتؤكد بعض المعلومات التي تم الكشف عنها ما يشتبه به الكثير من الإيرانيين طوال الوقت. والمثير للدهشة أن تلك التصريحات جاءت من ظريف، وهو دبلوماسي متمرس عادة ما يكون حريصا في إبداء رأيه، ومعتدل بالمعايير الإيرانية.

ولم يتضح من الذي سرب الشريط، رغم أنه يأتي في الوقت الذي تستعد إيران لإجراء انتخابات رئاسية وتصل صراعات السلطة الداخلية إلى آفاق جديدة.

وقال ظريف إنه ليس مرشحًا لخلافة الرئيس حسن روحاني، لكن المتشددين لا يثقون به ويريدون القضاء على أي فرصة لحدوث ذلك.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، صحة التسجيل الصوتي وقالت إنه تضمن مواقف «شخصية»، واقتطع من حديث غير معد للنشر.

ويمتد التسجيل لأكثر من 3 ساعات، ونشرته بداية من الأحد وسائل إعلام خارج الجمهورية الإسلامية، قبل أن يتم تداوله عبر وسائل أخرى داخل إيران وخارجها، وعلى مواقع التواصل.

وقال المتحدث باسم الخارجية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحافي اليوم: «ما تم نشره لم يكن مقابلة مع وسائل الإعلام، بل حوار ضمن اللقاءات الروتينية في إطار الحكومة». وأكد أن «نقاشات كهذه دائما ما تكون جدية وشفافة ومباشرة».

وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التي قالت إنها حصلت على نسخة من التسجيل، بعض المقتطفات منه.

وقال «ظريف»: «في الجمهورية الإٍسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم. لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدلا من أن يخدم الميدان الدبلوماسية»، وفق المقتطفات التي نشرتها «نيويورك تايمز».

كما نقلت الصحيفة عنه قوله إن «سليماني» عمل عن قرب مع روسيا، لمعارضة الاتفاق حول البرنامج النووي الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى في 2015، بعد مفاوضات شاقة، كان «ظريف» أبرز ممثل لإيران فيها.

وتولى«سليماني» لأعوام طويلة قيادة قوة القدس، الموكلة بالعمليات الخارجية للحرس الثوري، وتم اغتياله بضربة أمريكية قرب مطار بغداد فجر الثالث من يناير 2020.

ولم يتطرق «ظريف» للجدل حول تصريحاته.