سعود سيف الجعيد

تحب أن تظهر دائما بكامل أناقتها، وتعتبر أن المظاهر مطلوبة في هذا الزمن بالذات، ومن شدة حرصها على أناقتها ومظهرها تشتري فستانا بعشرة آلاف ريال لتحضر به في إحدى المناسبات، وبعدها بيومين تشتري فستانا آخر لمناسبة أخرى، وترفض أن ترتدي من فساتينها الأخرى، وعذرها الوحيد أن الجميع شاهد هذا الفستان ولا تستطيع أن تلبسه من جديد.

جوابها هذا معناه أن كل حفلة أو مناسبة لا بد لها من فستان جديد ويرمى بعد ذلك وينتهي أمره، وتعد هذا من ضروريات الحياة.

وياللأسف البعض منهن متعلمات وحاصلات على شهادات جامعية ويكون هذا تفكيرها.

من أين جاءت هذه الأفكار السخيفة، وهل حب المظاهر يصل بها إلى أن تصرف أموالها في الملابس، وهل نسيت أن هذا من التبذير وأن جمال المرأة ليس في مظهرها وفستانها وكم كلمة حفظتها عن الموضة ومسمياتها.

تخيلوا هناك من تشتري جزمة بعشرين ألف ريال، أو شنطة يد بنفس السعر، أين ذهبت عقولهن، انظروا كيف غرتهن الموضة وحب المظاهر.

لا يدركن أن الجمال هو جمال الروح والأخلاق والتحلي بالصفات الطيبة.

أموال تهدر هنا وهناك في الفساتين والمكياج وعمليات التجميل.

هذه النوعية من النساء وللأسف موجودة في مجتمعنا، يتباهين بضياع الأموال وبالسفر، ولم يخطر في بالهن مساعدة غيرهن من أخواتهن الفقيرات، فكم من فتاة بسيطة تحتاج إلى فستان للعيد ولكن ظروفها لا تساعدها، وفي المقابل غيرها تصرف الآلاف في شراء فساتين تزيد عن حاجتها.

يجب أن تتغير نظرة المرأة إلى المظاهر ومطاردتها والتي جلبت الدمار لبعض الأسر وتسببت في حصول الطلاق وأرهقت ميزانية الأزواج والآباء، كم من الملايين تصرف وتهدر، كم من المعاصي والآثام ترتكب باسم المظاهر، مؤسف جدا أن تكون أفكار البعض من النساء بهذه الطريقة، فالمرأة مسؤولة أمام الله عن كل ريال يصرف في غير مكانه وكفى ضياعا وتبذيرا، فالموت خير واعظ لنا بأن الدنيا لا تستحق كل هذا الحرص والتفاخر وحب المظاهر.