المبادرات هي الخطوة الأولى والأساسية للتغيير. الإنجازات العظيمة التي نراها في كل المجالات كانت مجرد مبادرة صغيرة.

هاكاثون الحج مبادرة رائعة، تجمع 2950 مطور برمجيات ومتخصص تطوير التقنيات تحت سقف واحد، لديهم أفكار عظيمة تصب في مصلحة خدمة الحجاج وزوار بيت الله الحرام، ويعدّ هذا أعلى رقم سجلته موسوعة جينيس رسميا ومنحت إثر ذلك درعا تذكارية لأكبر هاكاثون في العالم، استلمه معالي المستشار سعود القحطاني.

ويقوم هذا التجمع الكبير الذي يشارك فيه متنافسون من 51 دولة من الجنسين بتطوير برامج تسهم في تحسين تجربة الحجاج في الصحة العامة والمواصلات، والتحكم في حركة المرور والحلول المالية والأغذية والمشروبات، وترتيبات السفر والإقامة والإسكان وإدارة الحشود.

الجميل في هذا الهاكاثون أنه لا يمنح المتنافسين جوائز مالية ثم ينتهي الأمر عند هذا الحد، وقد لا تسهم في تطوير برامجهم، بل يمنح جائزة عبارة عن استثمار مالي في البرنامج الفائز، لتطويره ودعمه ليتحول من مجرد فكرة إلى برنامج قابل للتطبيق والتطوير، ويتم استخدامه للتيسير والتسهيل على ضيوف الرحمن.

عرض المنظمون لمهرجان هاكاثون الحج بيانات 5 ملايين حاج للمشاركين حتى تخدمهم هذه البيانات في معرفة فئات الحجاج ومواقع قدومهم، مما يسهل على المطور معرفة احتياجاتهم، وتفتح له الآفاق ليصنع فكرة برنامج يسهم في خدمتهم وتيسير حجهم وعباداتهم في مشاعر الحج.

من أهم بنود رؤية المملكة 2030، هو تسخير طاقاتنا وإمكاناتنا لخدمة ضيوف الرحمن، وزيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال المعتمرين من 8 ملايين معتمر في العام إلى 30 مليونا، وتحقيق ذلك خلال تسهيل إجراءات طلب التأشيرات وإصدارها، وصولا إلى أتمتتها وتطوير الخدمات الإلكترونية المتعلقة برحلة المعتمرين، وتمكينهم من إثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية.

وسيكون للقطاعين العام والخاص دور كبير في تحسين الخدمات المقدمة للمعتمرين، منها الإقامة والضيافة وتوسيع نطاق الخدمات المتوافرة لهم ولعائلاتهم ليستمتعوا برحلة متكاملة، ومن ذلك توفير معلومات شاملة ومتكاملة خلال التطبيقات الذكية للتيسير عليهم وتسهيل حصولهم على المعلومة والخدمات.

وهاكاثون الحج مبادرة واسعة وذكية لتحقيق هذه الأهداف، وتحقيق أهم بنود الرؤية التي سننجزها -بإذن الله- قبل حلول عام 2030.