تتعرض المملكة العربية السعودية إلى هجمات كبيرة ومتنوعة وعلى جميع الأصعدة ابتداء من الهجمات العسكرية من الحوثيين المدعومين من إيران إلى الإساءات إلى رموز الدولة والمجتمع، من خلال الإعلام المضلل وأنصاف الإعلامين من المرتزقة، وأثبتت الأزمات أن ميزان الحيادية لديهم هو المال، وأن مصدر الموضوعية هو الكراهية ونشر هذه الثقافة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم وصفحاتهم الإعلامية، ولم يستوعب هؤلاء أنهم أمام مجتمع وفي لا يساوم على أرضه أو دولته أو ولاة أمره، ولم يفهم هؤلاء أن هذا المجتمع، لا يستسلم تماما لوسائل الإعلام ورسائلهم الكاذبة التي تسعى لتغيير الجمهور، أو تحويل آرائه، وموقفه، واتجاهاته وبالتالي تسعى إلى السيطرة عليه. فهم واهمون ولم يفهموا الأيديولوجية التي تربى عليها أبناء هذا الوطن، ولم يكلفوا أنفسهم بقراءة تاريخ هذا الشعب العظيم، فهم يعتقدون أن أبناء هذا الشعب بنفس أيديولوجيتهم الراكضة خلف المال والأنفس المليئة بالكراهية لكل من حولها، فأصبحت المملكة بالنسبة لديهم مادة يحاولون الإساءة إليها لترتفع نسبة أرباحهم وأسهمهم لدى ولي نعمتهم الذي وضع لهم أجندة يمشون عليها، فهم يعانون من انفصام في الرأي وازدواجية في المعايير وتخبط في الرؤية، فكل شيء بالنسبة إليهم أقحموه في السياسة فتجد الرياضة بدل أن تكون مجالا للإثارة والتنافس أضحت مرتعا للفارغين عندما أولجوها في السياسة، وبات المحللون الرياضيون خبراء علاقات الدول ، وكذلك الاقتصاديون حتى الأرصاد والطقس لم يسلم من التحليل السياسي.

إن هذه الممارسات تعتبر إفلاسا إعلاميا لدى العاملين في قناة الجزيرة، فالتعرض المستمر للواقع المحرف الذي يمارسه أنصاف الإعلامين من هذه القناة على المملكة يجعل الناس في مجتمعنا يثبتون على اتجاهاتهم وقيمهم، ومعتقداتهم، التي يحاولون العيش بها، حيث إن السلوك البشري محكوم عادة بالاتجاهات، والقيم، والمعتقدات التي نشأ عليها، لذا فإن السلوك يعكس أساسا نظام الصواب أو الخطأ، إنه قانون شخصي للسلوك الذي يحدد الأشياء مثل الأمانة، والنجاح، والهيبة. فلا سيطرة للمرء على تكوين اتجاهه وقيمه ومعتقداته، إذ إن المجتمع يفرض عليه احترام ما نشأ عليه.

 ولهذا يصبح لهؤلاء المرتزقة وأدواتهم التي يستخدمونها هشاشة في الطرح ونبذ من قبل المتلقي لمضمون رسائلهم التي جندوا أنفسهم لبنائها، إن العاملين في هذه القناة المسمومة بالكراهية يعيشون حالة من الاغتراب النفسي نتج عنه انعدام المعنى في الحياة لديهم، فهم ليسوا بأصحاب قضية أو مهنة ذات معاير نقية، وإنما أصحاب مصالح يقتاتون على افتعال الأزمات وإذكاء نار الفتنة بين الشعوب وحكوماتها، وعلى النقيض من ذلك لا تجدهم يتألمون لقضايا شعوبهم وأوطانهم، ولا ينافحون عنها ولا يتطرقون إليها، فهم أبواق لما تفرضه القناة عليهم، وعندما يتم التطرق لأوطانهم فإنهم ينقسمون إلى قسمين البعض يعودون إلى أوكارهم ويبحثون عن بوصلة اتجاهاتهم وهو المال، ولنا في كثير من العاملين في قناة الجزيرة سابقا مثال حي وشاهد على الازدواجية التي يعملون فيها، أما القسم الآخر ليس لديه مانع أن يكون أداة بدون أي معيار مهني شريف يحتم عليه قول الحقيقة.

 إن تاريخ كل إعلامي في قناة الجزيرة من المرتزقة كفيل بفضح أشكالهم المتلونة وقيمهم الدنيئة، فنقول لهم تعس عبد الدينار يا معشر التعساء، فالمجتمع السعودي يعي ويدرك إعلامكم الزائف وتزلفكم البائس، فأنتم أمام شعب أبي وصف منيع وحصن حصين لا يمكن أن يخترق بألفاظ خاوية وعبارات مبتذلة، إنهم أهل عقيدة وأهل نخوة وأصحاب مبدأ، ونعلم أن هذه المفاهيم لا يمكن أن تتعلموها في مدارسكم ولا في مؤسساتكم التي تخرجتم منها وتعملون فيها.