ابتهج الوسط الثقافي السعودي بنبأ الأمر الملكي، بإننشاء وزارة باسم «وزارة الثقافة»، ونقل المهام والمسؤوليات المتعلقة بنشاط الثقافة إليها.
انتظرنا طويلا أن تكون هناك وزارة خاصة بالثقافة، تهتم بالشعر والأدب، والفنون الجميلة، المسرح، والموسيقى، والسينما. لدينا كثير من المواهب الشابة في هذه المجالات، تستحق أن تلقى الدعم والرعاية، ولدينا كثير من الفنون الجميلة والموسيقى السعودية والشعر والأدب، الذي طالما تمنينا أن نرى ملحقياتنا الثقافية في الخارج تلتفت إليه وتهتم به وتنشره في المحافل الثقافية الدولية، وتترجمه حتى يرى العالم الفن والموسيقى والشعر والأدب، ففنان العرب سعودي «محمد عبده»، وأمير الشعراء العرب سعودي «إياد حكمي»، وجائزة البوكر للرواية حصلت عليها السعودية لثلاثة مواسم. عبده خال عن روايته «ترمي بشرر»، ومحمد حسن علوان عن روايته «موت صغير»، ورجاء عالم عن روايتها «طوَّق الحمام» كأكثر دولة عربية تحصد هذه الجائزة المهمة، ورغم ذلك لم نجد أدنى اهتمام من الملحقيات الثقافية في الخارج، لم يتم حتى الإعلان عن فوز روائيين سعوديين بجائزة البوكر عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي كأبسط بادرة يمكن أن تقوم بها الملحقيات الثقافية في الخارج، ولكن لا ملامة عليهم لأن مهامهم الأساسية تتعلق بمتابعة المبتعثين، فالملحقيات الثقافية في الخارج جميعها تعود إلى وزارة التعليم، وهدفهم الرئيس هو تحقيق أهداف برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وللأمانة وخلال اطلاعي على أعمالهم في هذا المجال، فإنهم حققوا نجاحات كبيرة وإنجازات رائعة تستحق الإشادة، ولكن نحن حقا بحاجة إلى أن تعتني الملحقيات الثقافية في الخارج بمجالات الثقافة الأخرى، الأدب والشعر والترجمة والفن والمسرح والسينما وغيرها.
والآن، بعد تم تأسيس وزارة جديدة خاصة بالثقافة، أعتقد أنه حان الوقت لأن يتم استحداث ملحقيات حديثة في الخارج باسم «الملحقيات الأكاديمية والتعليمية»، وتنسب إلى وزارة التعليم وتقوم بالمهام نفسها التي تقوم بها الآن، وأن تنتقل الملحقيات الثقافية إلى وزارة الثقافة لتقوم بالعمل على نشر كل ما يعزز سمعة السعودية الثقافية، ويوطد علاقات السعودية الثقافية بالدول الأخرى.
عندما نتابع أخبار الملحقيات الثقافية السعودية، فإن جل أخبارهم احتفاء بالخريجين من المبتعثين، واتفاقيات تعليمية مع جامعات عالمية، وإنجازات للطلاب والأندية الطلابية، ونادرا جدا ما نجد أخبارا او أعمالا تتعلق بالشعر والأدب والترجمة.
بعد إنشاء وزارة الثقافة أجزم أنه سيكون هناك تغيير كامل للملحقيات الثقافية. أتمنى فقط أن تكون وفق الآلية الأفضل، ووفق الآمال الكبيرة بسد فجوة الفراغ الثقافي الكبير في الخارج خلال العقود الماضية، ونرى شعراءنا ومثقفينا وأدباءنا وفنانينا يتصدرون منصات المناسبات العالمية، ونرى أدبهم وشعرهم يترجم إلى أهم اللغات ليعكسوا للعالم ثقافتنا الأدبية والشعرية والفنية.