لا شك أن القيادة الحكيمة في بلادنا مدركة كفاءة المرأة السعودية وقدراتها، وإن أخرت بعض الإجراءات التي حدت نوعا ما من انطلاقها للقيام بدورها التنموي والاجتماعي، إلا أنها كانت حكيمة في معالجة تلك الإشكالية، بحيث هيأت المجتمع وفق رؤية شاملة ووضحت خطة التغيير وما يتطلبه إنجازها من تشارك مجتمعي لا يخضع للنوع أو الجنس. والإجراءات الأخيرة أثبتت حنكة المسؤولين في معالجة الأمور العالقة والتي ظلت لفترة طويلة محل جدل دون أن تحسم، خصوصا ما يتعلق بالمرأة وجدلية مشاركتها الفعلية داخل مجتمعها، سواء لتقلد منصب أو ممارسة حقها في التنقل بسيارتها الخاصة كفرد عاقل مسؤول عن سلوكه ضابط له وفق ما نشأ وتربى عليه، وتحقيقا لهذا المبدأ فقد بادر عدد من الوزارات والهيئات الحكومية في إشغال بعض المناصب القيادية لديها بكفاءات نسائية مشهود لها بالإنجاز، ولعل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية من السباقين في هذا المجال، حيث شغلت عددا من المقاعد القيادية بكفاءات نسائية أثبتت جدارتها بهذه المناصب، لذلك أعطين الفرصة للعمل والإبداع من خلالها، وهنا تتطلع منسوبات هذه الوزارة بحماس وتفاؤل إلى ما ستحدثه هذه الخطوة من دافعية وتفان لدى الكثيرات منهن، بعد أن أدركن أن جهدهن مقدر وسوف يضعهن في خانة القياديات المنجزات على مستوى مناطقهن، وكذلك جهاز الوزارة، وكتأكيد منها على هذه الجدارة وكمواءمة لجهود الدولة فإن الوزارة أيضا تسعى بخطى حثيثة إلى توسيع دائرة مشاركة المرأة في جميع الأعمال وفق الضوابط الشرعية، بحيث تشغل من الأعمال ما يتناسب ووضعها الاجتماعي، وهي الآن ماضية قدما في مسألة تأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية وما يتعلق بالأسرة ككل، ومن شأن خطتها هذه إن طبقت بحسب رؤيتها المستقبلية أن توجد فرص عمل كبيرة للعديد من الفتيات والسيدات، اللاتي وقفت ظروف المجتمع وفكرته حول عمل المرأة، وتقاعس القطاع الخاص عن القيام بدوره، وكان عائقا في سبيل انخراطها في سوق العمل المحلي الذي سيطرة عليه ولفترات طويلة العمالة الوافدة، وعلى كثرة الشكاوى من سوء تعاملها وما نجم عن تواجدها بهذه الكثافة من مشاكل وجرائم، إلا أن البعض لا زال مشجعا ومؤيدا لوجودها، ضاربا بأمن واستقرار مجتمعه عرض الحائط، المهم من وجهة نظره أن لا تخرج المرأة عن نطاق منزلها لتكفي نفسها وأسرتها الحاجة وانتظار جود الآخرين، الذي قد يطول إلى أن يصل، وهذا الوضع ترفضه الكثيرات، حيث إنهن يجدن في أنفسهن الأهلية والقدرة على اقتحام مجالات العمل المختلفة وبكل اقتدار، وهناك نماذج من النساء العاملات في مجالات كانت في السابق حكرا على الرجال أثبتن جدارة وإتقانا.