كان للأمر الملكي بتعديل اسم مدينة جازان الاقتصادية إلى جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، وقيام الهيئة الملكية للجبيل وينبع بإدارتها وتشغيلها وقع سعيد على قلبي، تفاءلت كثيرا بمستقبل جازان للصناعات الأساسية والتحويلية تحت مظلة الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها الهيئة الملكية للجبيل وينبع، هذه الهيئة التي نجحت في بناء مدن عظيمة صامدة وعتيقة، مدن مختلفة في بنيتها التحتية عن بقية المدن التي عجزت في أن تجاريها أمانات المناطق في جودة بنيتها التحتية رغم أن الفارق بينهما ليس في الميزانيات الضخمة التي تغدقها الحكومة بمليارات الريالات لتوفير الخدمة التي يستحقها المواطن، ولكن كان الفارق في العقول والكوادر التي تدير الهيئة الملكية، والتي تدير الأمانات العامة للمناطق.
في موسم الأمطار كانت كل المدن تغرق ما عدا المدن التي تديرها الهيئة الملكية للجبيل وينبع تبقى صامدة في وجه الفساد والإهمال وسوء التخطيط والإدارة التي أغرقت مدننا مع كل هطول للمطر.
هناك دلالات وميزات كثيرة بأن تكون جازان للصناعات الأساسية والتحويلية تحت إدارة الهيئة الملكية للجبيل وينبع والذي أتمنى أن أراه يتكرر في جازان، أولها وأهمها هو البرامج التعليمية التي تحرص الهيئة الملكية أن تتميز بها، حتى عام 2013 نجحت في تأسيس 8 مؤسسات أكاديمية تنافس في مخرجاتها وجودتها جامعات عريقة مضى على تأسيسها عقود، وكل المصانع على أرض السعودية تتنافس لكسب خريجي هذه المؤسسات الأكاديمية عكس نفورها من خريجي الكليات التقنية التي لم تنجح في مقارعة المستوى الأكاديمي والتدريبي لكليات الهيئة الملكية، ولذلك أتمنى أن نرى مثل هذه المؤسسات الأكاديمية المتميزة في جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، ونراها تحرص على استقطاب الشباب وتعليمهم بأفضل البرامج أسوة بشباب الجبيل وينبع حتى نرى ذلك ينعكس على نمو وازدهار مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية التي تعتبر مدينة خديجة ما زالت في عمرها الأول والكادر البشري المميز هو طريقها إلى مستقبل فاخر نتباهى به مثلما نتباهى الآن أمام العالم بأكمله بحجم الاستثمارات في مدينة الجبيل وينبع والتي بلغت في الجبيل الصناعية الثانية فقط أكثر من 900 مليار حتى العام 2013، وأعتقد أنه أصبح الآن أكثر بكثير من هذا الرقم.
الأمر الثاني الذي أتمنى أن أرى الهيئة الملكية تقوم به هو إعادة النظر في البنية التحتية للمدينة والتي كانت سابقا تحت إدارة هيئة المدن الصناعية ليس من باب عدم الثقة في جودة مخرجات هيئة المدن، ولكن لنقل الخبرات الكبيرة في البنية التحتية التي توجد في مدينتي الجبيل وينبع لمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية حتى نراها صامدة أمام موسم أمطار جازان الذي أعتقد أنه أكثر غزارة من أمطار الجبيل وينبع. ونراها أكثر أناقة وأنموذجا وقدوة حسنة للمدن والمحافظات المحيطة بها والقريبة منها.
الأمر الثالث الذي أتمنى أن أراه مرة أخرى في جازان للصناعات الأساسية والتحويلية هو حجم الاستثمارات الضخم الذي بلغته مدينتا الجبيل الصناعية الأولى والثانية ومدينة ينبع الصناعية، الشركات التي دخلت حتى الآن إلى جازان شركات ضخمة وتستثمر بمليارات الدولارات، آخرها كانت تحت رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه في الاجتماع الثاني للجنة السعودية الصينية العالية المستوى والذي عقد في أغسطس الماضي، والذي توج في ختامه بتوقيع اتفاقية لإطلاق أكبر منصة للاستثمارات الصناعية بين السعودية والصين، وذلك في مدنية جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، وهذه فرصة كبيرة لزيادة حجم الاستثمارات الذي أتوقع أن يفوق حجمها مجموع الاستثمارات في مدينتي الجبيل وينبع، ولذلك أتمنى من الهيئة الملكية أن ترفع للمقام السامي طلب تغيير مسمى الهيئة الملكية من الهيئة الملكية للجبيل وينبع إلى الهيئة الملكية لجازان والجبيل وينبع، تغيير الاسم هو توثيق لتاريخ الهيئة الملكية بجهودها لبناء مدن عظيمة ثابته وشامخة ترفع بقدراتها ومخرجاتها اقتصاد المملكة الذي يسعى في هذا العصر بكل قوته لمواكبة رؤية المملكة 2030.