الكادحون من أجل وصول كلمتهم وفكرهم أقصى مدى من الانتشار، هم أكثر الناس خيبة وخسرانا، ليس لضعف نتاجهم الكتابي، بل لمحدودية الانتشار، بمعنى أنه يتجه إلى طباعة نتاجه الأدبي، إما في إحدى دور النشر مباشرة، أو عن طريق أحد الأندية الأدبية، وفي ظنه أن هذا الكتاب سيجوب العالم منذ شهره الأول، ثم يفاجأ بأنه قد يحضر في معارض الكتب، وقد لا يحضر، بل يبقى حبيس الكراتين، وذلك ما يحبط الكاتب، الذي ربما لن يفكر في أي عمل جديد بعد هذه الخيبة.

وكأنني سمعت وزير الثقافة والإعلام من خلال حواره مع الشباب ضمن فعاليات سوق عكاظ يقول، إن هناك خطة أو مشروعا لتوزيع الكتاب السعودي.

ومن أجل ذلك سأقدم ما لدي من اقتراحات قد تسهم في انتشار الكتاب، وحل معضلة تكديسه في مستودعات الأندية الأدبية ودور النشر.

لنضع أولا فرضية أن كل الأندية الأدبية، تطبع حوالي 200 عنوان سنويا، وسأطرح سؤالي لماذا لا يكون بينها -أي الأندية- تبادل لهذه الإصدارات وليس فقط الإهداءات المحدودة المعتادة، ليكون تبادلا حيويا، وتعرض الإصدارات وتوزع على الحضور ومنها نسخ للجامعات. الاقتراح الثاني، هو عرض الكتاب في الأمكنة الحيوية كالمطارات، والجامعات، ودور الرعاية.....إلى آخر هذه الأماكن الكثيرة، التي أظنها بحاجة إلى نشر ثقافة القراءة.

وثالثهما: هو التفكير جديا في استحداث مشروع واسع للقراءة، من خلال الشراكة بين الكتاب والأندية أو الوزارة مباشرة، والخطة على أن تتكفل الأندية الأدبية أو الوزارة بشراء خمسة إصدارات، بما لا يقل عن 10 نسخ من أصحابها وتوزيعها على الأسر، بحيث يكون في كل منزل مكتبة تحوي مختلف الإصدارات.

والمقترح الأخير هو ما أفكر فيه دائما منذ عام عكاظ الأول، وأتمنى أن يضعه الأمير خالد الفيصل، ضمن خطة برنامج السوق للعام القادم، ويتمثل في إشراك الأندية الأدبية إشراكا كاملا، بخيمة تحتوي على التعريف بالأدباء والمثقفين، الذين طبعوا إنتاجهم عبرها خلال العقود الأربعة الماضية.

هذه المقترحات أظن أنها ستسهم في انتشار الكتاب والوعي بأهمية القراءة في آن واحد، بالإضافة إلى شعور الكاتب بقيمته وحضوره ثقافيا، وإن كان عن طريق مقترح واحد، فهذا كاف وكفيل بتحقيق شيء من الرضا والقناعة لدى المجتمع القارئ، مع الكتب ومع الذين يفنون أعمارهم في تأليفها.