قبل عام من الآن، كتبت عن غياب المرأة عن جائزة عكاظ.. "غابت في كل الدورات عدا مرة يتيمة كانت فيها الشاعرة السودانية روضة الحاج فائزة بجائزة شاعر عكاظ في الدورة السادسة من عام 1433، ولم يكن هناك لا قبلها ولا بعدها للمرأة حضور في هذه الجائزة تحديدا.. وقيسوا عليها بقية الجوائز".

هذا الغياب الكلي لاسم المرأة عن الجوائز أمر مجحف في حقها، إذ بعد تأمل رأيتها شبه غائبة عن الجوائز الثقافية ككل، وها هي جائزة أبها، بعد أن تم الإعلان عنها، لم نجد اسما نسائيا واحدا يمر على قوائمها. ومثلها الجوائز الأخرى، وإن كان هناك اسم نسائي يظهر بين الفينة والأخرى ظهورا خجولا، إلا هناك شحا واضحا نلحظه على هذا الجانب، لأسباب لست عليمة بها، إذ قد تكون المرأة هي من يُغيب نفسها بعدم المشاركة، على اعتبار أنها آمنت من حيث تعلم أو لا تعلم بقصور المرأة عن شقيقها الرجل، وقد يكون عدم حصول إنتاجها على الجائزة ?سباب ضعف مستواه أو موضوعاته، وقد لا يكون لها حظ كالرجل في تقبل القائمين على الجوائز ?عمالها، أو أن الجوائز لا يعلن عنها بالشكل الكافي الذي يُمكّن كل الأسماء من المشاركة، مع عدم إيماني بالسبب الأخير، فكل الجوائز التي أعرفها تأخذ نصيبا وافيا وكافيا من الإعلان. مشاركة المرأة في الجوائز خطوة مهمة يجب أن نعيها، وندرس مسببات غيابها، وطرق علاج هذا الغياب مهمة لها وللمجتمع الذي نود له أن يكون صحيا في تكافؤ الفرص لكل مبدعة، دون عوائق النوع (رجل - امرأة)، الذي أقطع ويقطع معي الكثيرون بأن زمنه ولى، ولم يبق من يؤمن بعكسه سوى جاهل، وليمتد الوعي بأهمية اشتراكها في كل صغيرة وكبيرة، وحين تكون ذات حضور ومشاركة فاعلة، ستأخذ بقية حقوقها الاجتماعية ا?خرى كاملة، ويتم الاعتراف بمفاهيم هذه الحقوق.. هذا مما يتعلق بالجوائز بشكل عام. وتكريم المرأة المثقفة يعزز من مكانتها ويعطيها حق احترام حضورها الجلسات الدورية، التي تتم في مجلس أمير المنطقة وإشراكها في الرؤى والأفكار التي تسهم في بناء المنطقة، وهذا لا يتعارض مع دور الرجل، بل على العكس قد يشتركان في ذات المشروع، إذ كلاهما يسعيان إلى نفس الهدف.

أخيرا يا أُمناء الجوائز، ضاعفوا الجهد، وأعدوا العدة لاستقطاب الأسماء (النسائية) الغائبة، وهذا أمر أساسي في عملية التنوير الثقافي والاجتماعي الذي تهدف إليه الجوائز.