نبتت لغته الشعرية بين حقول الورد وبيادر القمح وتلك الشلالات التي يتركها المطر بعد كل عناق بينه وبين (مربعه) و(وطنه)، يسير بين صفوف تلامذته وأعضاء فرقته.

شاعر الورد عبد الله الشريف (كما اسمته الشاعرة حليمة عسيري).

شاعرنا "الشريف" الذي تحتشد قبائل قحطان وعسير ترقص على صوته، وتساند حنجرته عندما تصدح بحب الوطن، نهيب به أن يعود بموروثنا الشعبي لخلقته الأولى التي وجد عليها، يدعنا ننتظر نورة تطل من ذاك القصر الذي شع نوره بها، يعيد الحياة إلى هيكل الموروث الشعبي الذي نراه في السنوات الأخيرة حاضرا وليس بحاضر، بل يكاد يشيع إلى مقبرة النسيان، ويدفن تحت ركام الألوان الدخيلة عليه، يكاد يختفي خلف تلك المؤثرات المشحونة بالصخب المستفز للذائقة، حاولتم -نعلم بحسن النية- التطوير بتلك الرقصات التي لا تنتمي إلى ا?رض ولا هويتها، بل جاءت لتشوش على انتظام الصفوف وأريحيتها ووصولها إلى نقطة الانتشاء والإبداع، اهتز الصف عندما وظفت الإيقاعات الموسيقية التي لا تنتمي لا للمكان ولا للون ولا لابن هذه الأرض، ليست مهمة الألوان الشعبية أن توظف حسب معطيات عمل آخر ترتبط به وتسير حسب ما يناسبه تمنتج وتخرج خارج حدود ما اعتدنا عليه، وبما يستثير مشاعرنا إلى الحد الذي نقول فيه لا لتجديد الموروث، فهو لا يحتمل التكلف والتصنع وارتداء وجه آخر، نحن غيورون على الكلمة التي تربت بيننا، والتاريخ الذي نشأ على أرضنا، غيورون كغيرتنا على تراب أرضنا عندما يباع ويشترى.الموروث الشعبي يا شاعرنا ربا بين يديك كأبنائك، لك أن تعتني به وتبقيه بقيمه وأصالته، ولك أن تتركه تتلاقفه الأيدي وعندما يموت لن نحسن البكاء.