موروث العرب يتركز في تاريخها، ويتكئ جزء كبير من هذا التاريخ على الفنون الإسلامية بسبب ما حدث للعرب بعد اندماجهم في ا?مم بالفتوحات والهجرة.
ينطبق تعبير الفن الإسلامي على الإنتاج الفني الذي وقع منذ الهجرة 622م حتى القرن الـ19، في منطقة تمتد من إسبانيا إلى الهند التي تسكنها فئات تمثل الثقافة الإسلامية.
ظهر الفن في العالم الإسلامي مقدما وحدة أسلوبية نقلها الفنانون والتجار وذوو رأس المال والأعمال.
إن استخدام أسلوب مشترك في الكتابة جمع الحضارات الإسلامية مع الاهتمام بخط النسخ الذي عزز هذه الوحدة في الأسلوب، كما ظهرت مجالات أخرى تدعو للاهتمام بشتى أنواع الفنون الإسلامية كالزخرفة والهندسة. وهذا التنوع الكبير للأشكال والديكورات طبقا للبلاد والحقب الزمنية أدى إلى مصطلح: فنون إسلامية بدلا عن قول: فن إسلامي.
وبالنسبة لـ "أوليغ غرابار"، فلديه تعريف آخر للفن الإسلامي يرى الكثير أنه الأدق في الوصف والتعبير وهو "الفن الإسلامي سلسلة من المواقف إزاء نفس عملية الإبداع الفني".
الفنون الإسلامية أخذت وهجا واهتماما في العصور القديمة، حتى جاء العصر الحديث، وفيه بدأ الاهتمام بها يقل، بل يكاد يندر، لا سيما والعالم يقع تحت وطأة التمدن المتسارع الذي لا يثبت، فكلما جاء شيء منه أخفى ما قبله.
ولا يهتم بالفنون الإسلامية إلا القلة من العرب الذين يدركون أهميتها لشعورهم بأهمية بقاء تاريخهم ممتدا عبر العصور القادمة.
حكومة الشارقة ممثلة في دائرة الثقافة والفنونن وبرعاية من حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمي، أقامت مهرجان الفنون الإسلامية هذا العام في دورته الثامنة عشرة.
أعطى هذا المهرجان مساحة كبيرة للمهتمين من خلال القراءة والمشاهدة والمشاركة بكل أنواع الفنون الإسلامية التي يرى الراعي الرسمي أنها تستحق الالتفات إليها، والعناية بها، وتخصيص جانب من الاهتمام بالثقافة للعناية بهذا الفن والمحافظة عليه من الاندثار تحت ركام التمدن والحضارة المتحولة.
لو أن المؤسسات التعليمية في الوطن العربي تعيد لهذا الفن ومجده بتخصيص مناهج تعنى به وتتبعه وتقدمه للنشء كمادة أساسية إلى جانب تاريخ الدول ليعزز الانتماء لديه، وينبه إلى أن الفن الإسلامي كان محور الحضارة الإسلامية ولا يزال.
والفن الإسلامي في رأيي هو بصمة العربي الباقية، التي لن يتمكن تغير الحضارات وتقلبها وتجددها من طمسها.