حين نعمل على انتشار الثقافة والتخلي عن مركزيتها فهذا دليل على وعي وشعور بأهميتها وأهمية انتشارها. هذا ما فعلته بعض الأندية الأدبية بإنشاء لجان ثقافية في المحافظات التابعة لمناطقها، فلكل ناد خطته التي وجه بها العمل الثقافي، بحيث يمتد من المركز إلى الأطراف. وقد سهل نشاط هذه اللجان الثقافية دور ناديها في الوصول إلى أكبر عدد من أبناء المجتمع، إذ يوفر لهم إمكانية الفعل الثقافي في كل محافظة وتعاطيه دون تكبد عناء المسافات والمركزيات الفردية والروتينية. كل هذا جميل ومثمر، خصوصا ونحن نلمس نتائجه من خلال اللجان التابعة لنادي أبها الأدبي، والتي انتشرت في جميع المحافظات من شرق المنطقة إلى غربها، إذ استطاعت في وقت قياسي اختصار الزمن والجهد في نشر بعض فنون الثقافة بين أبنائها. ظهر لنا هذا من خلال ملتقاهم الأول الذي تم في مركز النادي الأدبي بأبها، واتضح لنا أن لجانهم آتت أكلها، ووصلت إلى هدفها رغم قصر المدة منذ إنشائها، فبعضها لم يتجاوز زمن إنشائه بضعة أشهر، وهذا دليل على صلاحية الأندية رغم الرأي القائل بانتهاء زمنها، ومؤشر على استمرارها في العطاء، في الوقت الذي يرى البعض أنها أصبحت غير مجدية وغير فاعلة، ولم تعد الوعاء الصالح للثقافة، لكن من يرى النشاطات ويحضر يشهد العكس، فهناك قفزات أخذت المثقف والموهوب والمبتدئ إلى درجة أعلى من الاهتمام والحرص على الانخراط في الحراك الثقافي، سواء في الجنوب أو الغربية أو الوسطى، وبما أن اللجان قائمة على خدمة كافة شرائح المجتمع، أتمنى أن تمتد إلى تفعيل دور المرأة وإشراكها في البرامج والفعاليات، ففي كل المحافظات هناك من يردن التواصل مع المؤسسات الثقافية، لكن لبعد المسافات يتعذر ذلك، وهذا ما لمسته خلال زيارة منسوبات إحدى المدارس من (بللسمر) للنادي في نهاية الأسبوع الماضي. حدثناهن عن اللجان قلن: هذا يضمن لنا الحصول على حقنا في ممارسة العمل الثقافي وحضوره، كم نتمنى ألا يخيب ظنهن، وأن يسرع بإشراكهن في هذه اللجان حتى وإن كان من خلال المؤسسة التعليمية ريثما يتهيأ المكان المناسب والدعم الكامل.

تعتبر اللجان الثقافية بوصلة الموهوب للوصول إلى جهة الثقافة الصحيحة، واختصار الوقت في البحث عن نافذة يخرج منها إبداعاته، ليت أمناء اللجان في كل الأندية يأخذون بعين الاعتبار أهمية توجيه الموهوب ودعمه والاهتمام به. وقول أمين لجنة (المجاردة) أثناء ملتقى اللجان: (إن أبناء المحافظة أولى بالدعم) يعطي مؤشرا على توجه اللجان بشكل صحيح. إن العطاء يبدأ من الدائرة الأولى حتى يثمر ويستطيع بهم بلوغ دائرة أكبر.