يعيش الشبابيون في الوقت الراهن تحدياً جديداً مع قضية انتقال اللاعب عبدالملك الخيبري، وهو امتداد لحالات شبيهة في عملية الانتقال، تكررت مع كل الإدارات الشبابية في العقدين الأخيرين، بما يعني أن هناك مشروعا شبابيا قديما يسعى إلى تدوير الأموال بطريقة شبه آلية.

تتم صناعة اللاعب في النادي أو اكتشافه أو إعادة اكتشافه، وبعد أن يتم استهلاكه بنسبة معينة يتم بيعه بمبلغ مرتفع جداً، ومن خلال العوائد المالية تتم إعادة صناعة جيل جديد، وهو نموذج انفرد به الشبابيون بما أن نادي الشباب هو أول ناد سعودي يطبق الاحتراف بشكل عملي ويتعامل مع اللاعبين بنظرة محايدة ويبني علاقة تعاقدية مع اللاعب، علاقة لا ترضخ لأي اعتبارات عاطفية.

نجحت طريقة تدوير الأموال في حقبة قديمة كانت القاعدة السنية نشطة ومنتشية وخط إنتاجها غير متوقف، فكان الفريق دائماً حيوي ومنتعش، وهو استغلال ذكي من قبل الشبابيين لأنظمة الاحتراف في محاولة لتقليص الخسائر ومنح الفرص للنجوم صغار السن، وبما أن الأندية تعود ملكيتها إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب فإن تحقيق الأرباح كان ولا يزال حلما بعيد المنال، ولكن الشبابيين نجحوا في تقليص خسائرهم على الأقل عن طريق منهج تدوير الأموال.

توقف الشبابيون عن الصناعة واستعانوا باللاعب الجاهز، وعندما اكتشفوا صعوبة الاستعانة باللاعب الجاهز لفترة طويلة، عادوا إلى التقشف من جديد، ولكن العودة كانت متأخرة، لأنهم أصبحوا يبيعون ولا يعوضون، بمعنى أن الفريق يفقد نجومه بشكل متسارع والتعويض ليس بمستوى الطموحات، إذًا منهج (إعادة تدوير الأموال) سيفشل دون شك إذا كان خط الإنتاج متوقفاً، لذا أعتقد بأن التحدي الجديد الذي يواجه الشبابيين هو محاولة إحياء المدرسة الشبابية حتى يعود الشباب بطلاً كما كان.