كنت تلميذة لمدة أسبوع على مقاعد مدارس الشعر المختلفة من مشرق الوطن العربي ومغربه، من شماليه إلى جنوبيه.. كان مدير هذه المدرسة وعمود ميزان الشعر وجذع شجرته الراسخة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.
هذه المدرسة جمعت نخبة من صفوة الشعراء صرت أتبعهم غاوية، أسيرة وراء حروفهم، مستمتعة بتلك الغواية.. فمن عاش حول خالد الفيصل سبعة وثلاثين عاما وهو يحيل الغيم إلى قصائد، وأغصان العرعر إلى ريشة، ومن ترعرع على القافية وبجوار القصيدة منذ انطلاقة حروفها الأولى، لن يكتفي من طلب المزيد من الغواية.
ها هو المساء الأخير إلى جوار الورد والشعر ودلال نسمات الطائف.. تكاد الشمس تغرب على جادة عكاظ التي سرت فيها مستمتعة بأصوات الناس وأهازيجهم وألوان الموسيقى وحوافر الخيل.
في المساء الأخير عشت الفرحة بنجاح هذا العرس الثقافي الكبير.. فرحت بثناء ا?خوة المشاركين والضيوف من مختلف الدول.. فرحت بولوجهم الهدف الأساسي الذي أسس من أجله هذا السوق.
سوق عكاظ هو قبلة الشعراء القاصدين أعلى منابر التميز. يجب أن نضع أفكارنا ورؤانا بما يخدم السوق وأهدافه، ونجعل منه رسالتنا الثقافية على مستوى العالم. فهناك الكثير من الأفكار التي تمنيت أن تطرح لتكون في النسخ القادمة ومنها:
1/ وضع مكان مخصص للبيع والشراء، ولن أقول ربع الجادة حتى تتم فكرة سوق عكاظ قائمة.
2/استحداث حلقة للمبارزة بالسيوف واستعراض الألعاب القديمة.
3/وضع برنامج تعلم الخط في وسط الجادة.
4/ تدريب الممثلين الذين يقومون بأدوار الفرسان في الجادة جيدا على التحدث بالفصحى.
6/يوضع في كل نسخة عصر من العصور المتتابعة بدءا بالجاهلي، يشمل شعراءه وأبرز أحداثه وشخصياته، بحيث يتناول كل مساء جانبا من أي عصر مقسم على فترة السوق.
أما عن أمسيات الشعر فأقترح:
1/أن تمدد فترة الأمسية من عشر دقائق إلى ساعة فأكثر، حتى يشعر القادم من دولة أخرى أنه أخذ حقه من الوقت، أو يوضع برنامج إعلامي مساند لمشاركته.
2/أن يخصص شخص ينادي الناس في الجادة يخبرهم بموعد الأمسية أو الندوة ومكانها حتى يثري المكان بالحضور وتعم الفائدة، وبطريقة إعلامية توازي طريقة العصر الذي ستتناوله النسخة من السوق.
وهناك مقترح على هامش الشعر:
إشراك سيدات الطائف ببرنامج تعرض فيه الرقصات والأزياء والأكلات الشعبية واللهجة من خلال برنامج مستقل يخص السيدات. ?ننا نراهن في الجادة لكن على عجل لم تظهر معه الصورة للقادم عن الوجه ا?خر ?نسان الطائف (المرأة) وشراكتها للرجل في السوق..
أخيرا: هنيئا لنا بأولئك الذين تبوأوا مقاعد مجد تاريخ عكاظ، هنيئا للوطن بخالد الفيصل وبمن عملوا معه ويعملون.