لا شك أن نكران الجميل أشد وقعا من سيف الغادر كما يقول شكسبير، وهكذا هو شعور عشاق نادي الشباب مع قصة انتقال مهاجمه، والتي ضربت بكل الأعراف والقوانين عرض الحائط.

بعد أن وقف معه الشبابيون واستقبلوه أفضل استقبال حين رماه فريقه الأول لمعرفتهم به، وبمشاكله وقلة إنتاجيته، فقد خرج من نادي الاتحاد برصيد هدف واحد مع كم هائل من المشاكل والتصرفات غير الاحترافية.

تحول بفضل نادي الشباب من مهاجم غير مرغوب فيه إلى مهاجم ذي قيمة وقادر على سرقة الأضواء، فكانت طريقة انتقاله وتغريداته المستفزة التي لا تحوي أي قدر من الاحترام لناد عريق قدمه للجماهير بشكل مغاير تماما، صدمة لكل شبابي.

هذا هو جزاء سنمّار، وهكذا رد المهاجم المنتقل، المعروف والجميل للنادي الذي حسن صورته واحتضنه وأكرمه أيما إكرام، وكل هذا يهون مع الطريقة الغريبة التي انتقل بها إلى ناديه الجديد.

الطريقة التي انتقل بها حكاية أخرى، ومسرحية هزلية مضحكة ومبكية في الوقت نفسه، مسرحية صورت لنا كيفية سعي "بعض الأندية" وطمعها "مع سبق الإصرار" لامتلاك حقوق غيرهم، والسيطرة عليها غير آبهة بالطريقة، إذ إن الغاية تبرر الوسيلة دائما، إنها مأساة رياضية، انتهاك صريح للذات العام، بل قتل لها وتشهير بها، وليس أمام الاتحاد السعودي سوى مواراة رفات هذه الذات المقتولة.

شعور مؤلم ذلك الشعور الذي لامسته في المشجع الشبابي، وهو يرى حقوق ناديه تنتهك على مرأى ومسمع من الناس، ويؤمن بأن النظام لا يحميه، وأنه أمام قوة يعجز عن التصدي لها ومجابهتها، وكأن المراد منه أن ينصاع راغبا أو مرغما خلف قاعدة: إذا ضربك أخوك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، بلا نقاش أو جدال.

منذ بداية الموسم والمشجع يعيش صراعا مع الإشاعات الدائرة حول انتقال مهاجمه "الناكر للجميل"، عاش معها المشجع مأساة أقرب إلى مأساة "الملك لير" لشكسبير، إذ النهاية الميلودرامية التي يهزم فيها الخير ويقهر أهله في نهاية المطاف، فلا شك أن صناع المعروف ومن قدم الخير في الشباب، كان رد الجميل لهم عبارة عن تغريدات مسيئة ومستفزة لكيانهم العريق، وهذا بعينه ما أغضب الشبابيين، فلم يكن الغضب لخسارة لاعب فذ بقدر ما هو غضب لخسارة مبدأ.

للأسف، صارت بعض أنديتنا تدار من خلف الكواليس، بواسطة أسماء غير ظاهرة ولا تُرى بالعين المجردة، بآليات وأساليب مشربكة، تداعت معها الثقة في الاتحاد السعودي، وضاع كل أمل في إصلاح الوسط الرياضي، وتطبيق العدل والمساواة بين أفراده.