من أنفس الكنوز الإبداعية في عصر النهضة الأوروبية، لوحة الرسام الإيطالي رافائيل سانزيو (لوحة مدرسة أثينا)، وكانت تخليدا لقيمة العلوم والفكر، حيث قام رافائيل برسم كثير من العلماء والفلاسفة عبر حقب الزمان المديدة، وجمعهم في بهو مدرسة مفترضة، وهم في حالة تفاعل وتبادل للنقاش، فكانت اللوحة رمزا دائما للثقافة والحرية وتقبل الرأي الآخر.
وبعيدا عن مجال الفن الإبداعي، لا أحد ينكر أن مدرسة نادي الشباب وعبر العقود الزمنية الماضية، هي الأفضل والأجود من النواحي الكمية والكيفية على حد سواء، ولو تسألنا: كيف حازت مدرسة الشباب على هذه المرتبة المتقدمة في سلم الأندية المحلية؟
لن نعود للماضي، ونفتش أوراق التاريخ، لأن الحاضر قادر على الإجابة، فقد انتهى موسم الشباب بخيره وشره، وخلال هذا الموسم رتب الشبابيون أوراقهم، وتخلصوا من كل الديون والشكاوى التي كانت تكبل تحركاتهم، ورصدوا كل الأخطاء ليسهل عليهم تلافيها مستقبلا واستعدادا للموسم الجديد، يظهر العمل الشبابي وكأنه تجسيد رياضي لمدرسة أثينا، فكلنا نرى العمل الجماعي الذي يشترك فيه الجميع، ليس هناك رمز محدد أو زعيم مركزي يلتف حوله الباقون، بل الجميع هنا متساوون بلا استثناء.
هنا الأمير فهد بن خالد يفاوض، وهناك الأمير خالد بن عبدالعزيز يفاوض وحتى الأمير عبدالرحمن بن تركي نجده شريكا في العمل والمفاوضات، وفي عالم الاستثمار نجد الأمير عبدالله بن فيصل يعمل لتقديم شركات الرعاية للنادي، والكل يظهر في الصورة ولا يوجد من يحتكر المشهد الشبابي، وكل إعلامي شبابي يملك المعلومة الحصرية، ولديه الصلاحية في الحديث والظهور، وكل نجوم وأساطير الشباب يملكون الحق في إبداء وجهات النظر.
ومحمد الناصر مع أنه حديث عهد بالعمل الرسمي الشبابي نشاهده في القنوات الفضائية يتحدث ويفند ويحاور باسم الشباب، إضافة لهيثم باماقوس حيث كان طرفا في بعض الصفقات التي أجراها نادي الشباب الموسم المنصرم.
يعود الفضل لهذه الجماعية الرائعة للرئيس الشبابي الأمير خالد بن سعد، الذي يمثل المعلم الأول لكل شبابي، فلا أحد ينكر مجهوداته الكبيرة في خدمة الكيان الشبابي، وتخريجه ثلاثة أجيال رياضية صنعت الفارق في مسيرة الليث الشبابي.
واليوم نجده يمنح الثقة للشبابيين للعمل والإبداع، وكأنه يرسم لنا لوحة جميلة تعبر عن روح الجماعية وتقبل الرأي الآخر، وكما قام بتخريج النجوم والأساطير وتابع مسيرتهم منذ أن كانوا صغارا، فإنه اليوم يحاضر في فنون إعداد الإداريين الذين سيتسلمون دفة القيادة في قادم الأيام.
فلا غرابة أن يكون الأمير خالد بن سعد هو أكثر رئيس مر على تاريخ الرياضية المحلية تحقيقا للبطولات برصيد 15 بطولة، فهو عراب البناء والتجديد، ومعد الأجيال وصانع مدرسة الشباب العريقة، التي خرجت لنا أفضل النجوم والمبدعين.