تغفو وهي محاطة بألعابها، وإلى جانب سريرها سلسلة قصص الأطفال..

ما زالت تجدل أحلام الطفولة مع ظفيرتيها كل صباح، وتردد مع العصافير تغاريدها.. ذات الطفلة تخرج صباحا من أم إلى معلمة، كلتاهما تطلب منها أن تتعثر في السواد، وتتخطى سنوات المرح والطفولة البريئة، لتتكبل بقيود الكبار ووصاية المجتمع المتدثر بلون الغراب فكرا وسلوكا ورداء.

تلك المعلمة ترتب لها طريقا محفوفة بالكآبة وتعطيل الحواس.. توصلها إلى نفق ترى فيه الكره وا?قصاء عن الحياة والحب.. تحيط بها جهات الظلام من كل منافذ الإقبال على الحياة لديها، سواء من العقل أو القلب أو الحواس الخمس.. تصبح ذات حلم محدود وغاية واحدة وهي: رضا معلمتها حتى لا تغضب عليها، ولا تشرك والدتها في غضبة تحول حياتها إلى حالات متكررة من ا?رضاء، ومن بعدها التوبة..

صغيرتي، بدلا من أن تعلم أن أساس الحياة هو الحب والوفاق والوئام بين البشر، يصورون لها الكائن المشارك لها حياتها مستقبلا كذئب مفترس.. يعزلونها في بوتقة العيب لا الحرام، يكفنون جسدها بالعبارات التي تلوث العقل الطبيعي، فتحوله إلى جهاز إنذار يشك ويتوجس من كل الناس.. تعيش تترقب الغيبيات ماذا تهدي لها!!

هذه الطفلة التي لم تفكر في أكثر من بداية يوم مع الصغيرات يتبادلن فيها الأقلام والمذكرات، ويعدن نهاية اليوم الدراسي إلى ألعابهن.. هي وقريناتها لا يحتملن أن يقيدن باسم العيب أو العرف الاجتماعي.

تغير القالب الذي تشكلنا فيه نحن الكبار.. هؤلاء لا يحتملن عكس ما يرين في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات.. كل ما حولهن يدعوهن إلى التجربة والبحث عن الجديد.. لسن كما كنا، كتاب يقرأ ومعلمة تلقن..

تغيرت الحياة باتجاه أن نسير بخط موازن له، ويتوازن دون الوصاية والوعيد. نحتاج إلى تحديث القلوب، والاقتراب من عقل الصغيرة وتحصينها بالوعي والحوار والثقة بالنفس، والاعتماد عليها، وجعلها تقرر ما تراه مناسبا لها، لا أن نحجب وجهها ونكفن جسدها بالسواد، ونترك عقلها دون حصانة..

منظر طفلة تتخبط بالسواد، يدعو إلى الشفقة على أولئك الذين فرضوه عليها دون فهم ووعي.. يأخذون من كل علم ظاهره، ومن كل أثر معناه العام، ويطبقونه بطريقة عشوائية تشمئز منها النفس.

نحتاج تحديث قلوبنا وعقولنا ومعلوماتنا، والتفريق بين العيب والحرام..

نحتاج طفولة واعية.. فتيات نفاخر بهن.. لا نقرأ عن جرائمهن وانحرافاتهن..