حامل لواء الإبداع والتجديد أمير شعراء العصر خالد الفيصل، سنّ لنا واقعة ثقافية شعرية تتلاءم مع شاعرية المكان، وانسجام القصيدة مع انسكاب الغيم، ومع لون الورد وعطره.
صنعه ممتدا من حسه يضاهي جبال الطائف، ويسير من الهدا يطوي مسافات الجغرافيا ويختصرها، ليجمع أرباب الفكر وحاملي لواء الشعر وأحفاد النابغة الذبياني تحت مظلة عكاظ التاريخ وا?دب.
قبل سنين ثمان، أعلن عن مهرجان عكاظ، ذلك العرس الثقافي الكبير، وذلك التتابع المنسجم مع العصور الشعرية. كم فرحنا بهذا المنجز الناجح مذ ولادته، وتابعنا نموه الناجح عاما تلو آخر. كيف لا ينجح وهو من صُنع سيد النهضة الثقافية، والرجل الذي يخلق الاختلاف أينما حل؟
بقدر شغفنا بأساطير الشعر ونوابغ اللغة، وبكل إنجاز يسطر، ونار تشعل لظهور احتفاء بمبدع، وبكل بردة تلبس لنابغة شعري، بقدر ما علامات الاستفهام تتتابع كل موسم عكاظي بعد أن تعلن أسماء حاصدي جوائز عكاظ: أين حفيدة الخنساء من هذا التتويج الشعري؟ تتابعت سني الحصاد ولا ظهور لها، حتى الموسم السادس ظهرت لنا روضة الحاج ليكون فوزها وارتداؤها بردة شاعر عكاظ بردا وسلاما على قلوبنا نحن بنات جنسها، وصفقنا جميعا لهذا المنجز النسائي الفخم الذي يليق بروضة.
جاء الموسم السابع ولم نر روضة أخرى تتنقل بين ورودها، وها هو الثامن أعلن والبيات عاد لبنات حواء!
فأين هن عن هذه التظاهرة العربية؟ هل هن لا يأبهن بالجائزة؟ أم لا يردنها؟ أم هن مغيبات عن لجنة تحكيم الجائزة؟ أم لم تصل شاعراتنا إلى مستوى جائزة عكاظ؟ كل هذه الأسئلة ندورها في فلك من دهشة.
قبلهن وقفت خناس ونافحت من أجل أن تصل حتى وصلت لسيد اللغة محمد صلى الله عليه وسلم، وأثنى عليها، وحصلت على جائزتها العظمى ثناء سيد قريش، وتتابعت شاعرات العرب، فتلك "ولادة" كانت تحرض شعراء أندلسها على المنافسة، ولم تغب نفسها عن مجالس الشعر، حتى جاءت جائزة عكاظ. الفرصة تحصل لهن كل عام لكن الغياب "سبّدهن"!
ترى هل سيستمر الغياب ولا تعلو أصواتكن بمشاركة الرجل؟ هل تحتاج أمانة الجائزة إلى تغييب الرجل وتخصيص الجوائز لكُنّ حتى يكون الحضور الذي نرجوه؟
أعلم يقينا أن الأمير خالد الفيصل عندما أسس مهرجان عكاظ، كان يتمنى ويطمح أن تشكل المرأة الجزء الأكبر من هذا العرس الثقافي.
وأنا أتمنى أن يرتدين بردة عكاظ لثمانية أعوام تعويضا وانتصارا لخنساء عكاظ.