لا أوافق على منهجية وزارة الشؤون الاجتماعية في العمل الخيري لأنها إلى الآن لم تحقق نجاحا يذكر لها، وبدون دراسة وبدون إحصائية، فإن الفقر في ازدياد واضح، حتى وإن كان ثابتا ولم ينم يعتبر فشلا للوزارة، ولا تستطيع الوزارة أن تثبت أنها نجحت في تقليص مساحة الفقر.

ولا بد أن يكون للوزارة أهداف، وهي غير معروفة، فلا بد أن يكون الهدف الأول، هو تحجيم الفقر، ولا بد أن يكون لها خطط مبنية على منهجية واضحة المعالم، ولو سألنا أي موظف في الوزارة عن ماهية المنهجية، سيقول هي تقديم المعونة المادية من الضمان الاجتماعي، وهي معونة ضعيفة جدا.

في الوقت الذي نجح فيه بعض من القطاع الخاص في العمل الخيري، بتبنيه منهجية واضحة موافقاً عليها، وهي منهجية بسيطة تعتمد على التعليم، وسأتحدث عن تجربة الأخ صالح التركي، فقد قرر أن يقلص المعونات المادية ويتمدد في مساحات التعليم، لأنه حسبما فهمت أن التعليم والتأهيل يهيئان فرص العمل، والعمل يقلص مساحة الفقر والحاجة، وليس التعليم الذي يقصده التركي، هو التعليم المدرسي العام، وهو مهم، ولكن يعلم أدوات العصر، اللغة الإنجليزية والكمبيوتر، وينفق في هذا المجال الكثير من الأموال، من جيبه الخاص، ومركز تدريب نسمة الذي أنشأه بقيمة 16 مليون ريال تقريبا لتعليم الإنجليزية مجانا للأيتام والفقراء، وبناؤه لأكثر من 70 مختبرا للكمبيوتر في المدارس الحكومية بأكثر من 10 ملايين ريال، وابتعاثه لطلاب أيتام ومحتاجين إلى أوروبا وأمريكا وأستراليا للدراسة ولجامعة كاوست وبعض الجامعات الأهلية، إنما هو مؤشر واضح لأن التعليم والتأهيل، هما اللذان يساعدان على توفير الوظيفة، وبالتالي الخروج من شرنقة الفقر.

هل تفكر وزارة الشؤون الاجتماعية بهذه الطريقة، أشك في ذلك، وأمثال صالح التركي كثير، وليتهم كلهم، يجتمعون على قلب رجل واحد، كقلب بيل جيتس، ويؤسسوا هذه المنهجية في مركز واحد وبميزانية واحدة، فمن المؤكد أن هذا المركز سينجح نجاحا باهرا بدلا من تخصيص العمل الخيري على كيس رز و200 ريال فقط.

طبعا لا أمتدح كل القطاع الخاص، فمنهم من تتمنى أن يمحق الله من يده النعمة التي وهبها له المولى من بخله وشحه.