بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية تشير الإحصائيات إلى أن ما بين 20 إلى 50 % من المسافرين الدوليين يصابون بمشكلات صحية أثناء السفر، معظمها يمكن الوقاية منها باتخاذ خطوات بسيطة. وتعد أمراض الجهاز الهضمي المسببة للإسهال والمرتبطة بالسفر أكثر الشكاوى شيوعًا، خصوصًا في المناطق الحارة والرطبة. حيث يسجل المركز الأمريكي للسيطرة والوقاية من الأمراض (CDC) نسب إصابة تصل إلى 40 % بين السياح.
ولأن رحلة أبو حاتم وأسرته إلى جنوب شرق آسيا طويلة، تقارب الـ 10 ساعات طيران، نصحه الطبيب في عيادة السفر بضرورة الحرص على تحريك قدميه كل ساعة تقريبًا، فهذه الاحتياطات البسيطة كفيلة - بإذن الله - بتقليل خطر الإصابة بجلطات الأوردة والتي تصيب مسافرًا واحدًا من كل 6 آلاف في الرحلات الجوية الطويلة، وترتفع هذه النسبة بشكل كبير لدى من يعانون مشاكل صحية مزمنة أو قلة الحركة.
خطوات بسيطة وإجراءات وقائية محددة ومحدودة من شأنها أن تجعل رحلة السفر أكثر راحة، وتبعد الكثير من الإزعاجات الصحية التي قد تعكر صفو المسافر أثناء الرحلة، وربما يمتد تأثيرها كذلك بعد العودة لأرض الوطن. فالصحة لا تبدأ عند المرض، بل عند الوعي بأهمية الإجراءات الوقائية التي تحافظ على الصحة في كل وقت وحين.
اليوم باتت «عيادة السفر» جزءً من خدمات وزارة الصحة عبر التجمعات الصحية، وهي متاحة للمواطنين مجانًا في عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية بمختلف مناطق المملكة. وتزداد أهمية هذه الخدمة الطبية المهمة في ظل تسجيل ازدياد في نسب التنقل والسفر حول العالم، حيث سجلت منظمة السياحة العالمية أكثر من 900 مليون حالة سفر دولي سنويًا، يتعرض خلالها الملايين لمخاطر صحية يمكن تفاديها من خلال التوعية والاستعداد المبكر عبر الإجراءات الوقائية المخصصة.
القصة التي بدأ بها المقال تختصر أهمية هذه المبادرات الوقائية التي تمكن الأفراد من السفر بأمان واطمئنان. فالسفر قد يكون مريحًا أو مرهقًا، جميلًا أو مشوشًا، لكن الفرق الحقيقي غالبًا ما يكون في التفاصيل الصغيرة، كزيارة استباقية لمركز الرعاية الأولية، أو لقاح يعطى في الوقت المناسب، أو حتى في زجاجة معقم تحمل في الجيب أو دهان طارد للبعوض. باختصار من يخطط لصحة سفره، يضمن أن تعود الرحلة بذكرى طيبة لا تجربة مريرة.