إحياء عروس الصحراء
تعد مدينة تدمر، المدرجة على قائمة التراث العالمي لـ«يونسكو»، من أبرز المواقع الأثرية في سوريا، وكانت مركزًا رئيسيًا لطريق الحرير القديم ومصدرًا للإشعاع الثقافي والحضاري، لكن تعرضت لأضرار جسيمة خلال الحرب، بما في ذلك تدمير معابدها التاريخية ونهب آثارها. ويسعى الخبراء الآن إلى إعادة تأهيلها وإبراز أهميتها الثقافية، في خطوة لإحياء السياحة الثقافية، وتحقيق انتعاش اقتصادي من خلال جذب السياح المحليين والدوليين. ويأمل القائمون على المشروع أن يسهم ترميم تدمر في إعادة ربط الأجيال الجديدة بتاريخهم وتراثهم الثقافي.
قلعة كراك دي شيفالييه
تعد قلعة كراك دي شيفالييه من أهم المعالم التاريخية في سوريا، إذ تمتد جذورها إلى العصور الوسطى، وتتميز بتصميمها المعماري الفريد. وقد تعرضت القلعة لقصف مكثف خلال الحرب، مما ألحق أضرارًا بالغة بأجزائها التاريخية. وتعمل فرق الترميم الآن على إعادة تأهيل أجزاء من القلعة باستخدام تقنيات حديثة ومواد أصلية، للحفاظ على طابعها التاريخي. ويهدف هذا المشروع إلى تحويل القلعة إلى وجهة سياحية عالمية ومركز ثقافي يعكس تاريخ المنطقة الغني.
حماية التراث المنسي
في شمال غرب سوريا، تواجه المدن البيزنطية المهجورة، المعروفة بـ«المدن الميتة»، تحديات كبيرة بسبب الإهمال والنهب، لكنها تحمل قيمة تاريخية استثنائية تعكس حياة المجتمعات القديمة. ويسعى الخبراء لحمايتها، والحفاظ على هويتها التاريخية من خلال خطط طويلة الأمد لاستعادة هذه المواقع، وتحويلها إلى متاحف مفتوحة. وتشمل الجهود تعزيز الوعي المحلي بأهمية التراث، وتدريب الكوادر المحلية على تقنيات الحفظ والترميم.
نهضة ثقافية واقتصادية
تهدف جهود الترميم في سوريا إلى تحقيق نهضة ثقافية وسياحية تعيد الحياة إلى المواقع الأثرية، وتعزز الاقتصاد الوطني. وترى السلطات المعنية أن الاستثمار في التراث الثقافي يمكن أن يوفر فرص عمل جديدة، ويسهم في تعزيز الانتماء الوطني. كما تأمل أن تلعب هذه المشاريع دورًا في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، مما يعكس صورة إيجابية لسوريا كوجهة سياحية عالمية غنية بالإرث الحضاري.