تتفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان مع استمرار الحرب الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تحولت البلاد إلى ساحة للانتهاكات الجسيمة والجرائم المروعة التي يدفع ثمنها المدنيون العزل، بينما حصد النزاع أرواح أكثر من 28 ألف شخص، وأُجبر الملايين على الفرار من منازلهم، واجتاحت المجاعة أجزاء واسعة من البلاد، خاصة في إقليم دارفور، حيث يُرصد السكان وهم يأكلون العشب للبقاء على قيد الحياة.

عرقلة متعمدة

اتهمت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع بفرض قيود تعسفية على وصول المساعدات الإنسانية إلى دارفور، المنطقة الأكثر تضررًا من المجاعة. وأوضحت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، أن هذه القوات تعرقل بشكل ممنهج وصول الإغاثة عبر التدخل غير المبرر، وفرض قيود تشغيلية معقدة. وأضافت أن «الدعم السريع» تشترط التعاون مع جهات محددة، مما يفتح الباب أمام الفساد، وتحويل المساعدات عن مستحقيها.


حرب الإبادة

لم يقتصر الصراع في السودان على القتال التقليدي، بل شهدت الحرب فظائع ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية، وفقًا للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، فالجيش السوداني وقوات الدعم السريع تورطا في أعمال قتل جماعي واغتصاب بدوافع عرقية، ولا سيما في دارفور، لتُعيد هذه الأحداث المأساوية للأذهان الجرائم التي ارتُكبت قبل عقدين من الزمن.

وفي يناير الماضي، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تحقق في هذه الجرائم، بينما أكدت إدارة بايدن، قبل مغادرتها، أن قوات الدعم السريع وحلفاءها يرتكبون «إبادة جماعية». وأشار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إلى أن هناك «أصداء واضحة للغاية» بين الفظائع الحالية وما حدث قبل عشرين عامًا. أزمة نزوح

تشهد البلاد أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث فرّ أكثر من 14 مليون شخص – أي ما يعادل 30 % من سكان السودان – من ديارهم، بينما عبر نحو 3.2 مليون لاجئ الحدود إلى دول مجاورة، مثل تشاد ومصر وجنوب السودان. وفي ظل استمرار القيود المفروضة على المساعدات، تتفاقم الأزمة الإنسانية، مما يهدد بمزيد من الوفيات نتيجة الجوع والأمراض.

التدخل الدولي

على الرغم من الفظائع المستمرة، لا يزال النزاع السوداني بعيدًا عن اهتمام العالم. ومع غياب تدخل دولي حاسم، تتزايد المخاوف من أن يتحول السودان إلى مقبرة جماعية أخرى تحت أنقاض حرب لا تميز بين مقاتل ومدني. وفي لفتة نادرة للفت الأنظار، رفع أحد المشاركين في استراحة مباراة «السوبر بول» بالولايات المتحدة لافتة تحمل كلمة «السودان»، في محاولة يائسة لتسليط الضوء على أزمة تكاد تُنسى في زحام الصراعات العالمية الأخرى.

فالسودان اليوم يقف على حافة كارثة إنسانية لم يشهد مثلها في تاريخه الحديث. ومع استمرار الجيش وقوات الدعم السريع في حربهما الدموية، تظل أرواح المدنيين هي الضحية الأولى والأخيرة.



التهديدات التي تواجه السودان ودارفور:

1. استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع

القتال المستمر يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من عدد القتلى والجرحى.

استهداف المدنيين والانتهاكات واسعة النطاق من قِبل الطرفين.

2. المجاعة ونقص الغذاء

انعدام الأمن الغذائي يهدد حياة ملايين السودانيين، خاصة في دارفور.

اضطرار السكان إلى أكل العشب للبقاء على قيد الحياة.

تقييد وصول المساعدات الإنسانية من قِبل الأطراف المتحاربة. 3. الفظائع والانتهاكات الجسيمة

جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل العرقي والاغتصاب الجماعي.

تورط قوات الدعم السريع والجيش في انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين.

تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم الإبادة الجماعية.

4. أزمة النزوح واللاجئين نزوح أكثر من 14 مليون شخص داخل البلاد.

فرار أكثر من 3.2 مليون سوداني إلى الدول المجاورة (تشاد - مصر - جنوب السودان).

تدهور أوضاع النازحين في المخيمات مع نقص الغذاء والمياه والخدمات الصحية. 5. انهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية توقف المستشفيات عن العمل بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية.

انهيار النظام التعليمي وحرمان ملايين الأطفال من الدراسة.

نقص الوقود وانقطاع الكهرباء والمياه في العديد من المناطق. 6. التدخلات الإقليمية والدولية تورط قوى خارجية في دعم الأطراف المتحاربة وتأجيج النزاع.

ضعف الجهود الدولية لحل الأزمة السودانية دبلوماسيًا. 7. خطر تفكك الدولة تصاعد النزعات الانفصالية في بعض الأقاليم.

تزايد الفوضى وانتشار الجماعات المسلحة.

غياب سلطة مركزية قادرة على فرض الاستقرار.

8. التدهور الاقتصادي الحاد

انهيار العملة السودانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.

توقف الأنشطة التجارية وهروب المستثمرين.

تفشي الفقر والبطالة بين السكان. 9. العزلة الدولية تراجع الاهتمام العالمي بالأزمة السودانية وسط انشغال العالم بصراعات أخرى.

ضعف الدعم الدولي الإنساني والسياسي مقارنة بحجم الكارثة.