فيما تصدر ارتداء، ولي العهد صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان، البشت «الأسود»، المنسوج من الوبر الثقيل، وتحديدًا مستخرج من حيوان اللاما، الذي يعيش في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية، في مخيمه الشتوي بالعلا، خلال الفترة الماضية. وتصدرت الصور صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وحظي باهتمام واسع وتفاعل كبير على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي حفّز رجال أعمال ومسؤولين ومهتمين بارتداء البشوت إلى اقتناء بشتًا منسوجًا من الوبر الثقيل، وإقبالًا كبيرًا على اللون الأسود تحديدًا.

تلبية الطلبات المتزايدة

وطبقًا لباعة بشوت «حساوية»، وعاملين في معامل متخصصة في حياكة البشوت «الحساوية» في مدينة الهفوف التابعة للأحساء، أوضحوا لـ«الوطن»، أن معدلات أسعار البشت الشتوي «المنسوج» من الوبر الثقيل، تتراوح بين 2500 ريال و4 آلاف ريال.


وأعلنت معامل في الأحساء استعدادها لتلبية الطلبات المتوقعة والمتزايدة على هذا النوع «اللاما»، واللون «الأسود»، والاستعانة بالأيدي الأحسائية، من الذكور والإناث، الذين لديهم اهتمام بهذه الحرفة اليدوية، التي اشتهرت فيها الأحساء، وتوقعوا أن يكون هناك طلب مبكر عليها في المواسم الشتوية المقبلة، مع إدخال بعض الإضافات والتفاصيل الجمالية على التصميم.

السدو الحرير

بدوره، أبان رئيس تجار البشوت في الأحساء «المعتمد من أمانة الأحساء»، علي محمد القطان لـ«الوطن»، أمس، أن القماش المستخدم في البشت يعرف بأقمشة «نبيه حمد الله»، وهو من أفضل الأقمشة، ويتم توريده من خلال مصنعين في سورية والأردن، ويصنع من خيط حيوان «اللاما» مع السدو الحرير، وقيمة قطعة القماش 2200 ريال «لحياكة بشت واحد»، وتطريز «بخية» بالخيوط الحريرية الملمس «البريسم»، بدون استخدام زري ذهبي أو فضي، مع التأكيد على استخدام خيوط من نفس لون قماش البشت، بالشغل اليدوي كاملًا، مضيفًا أن الموزع للقماش، يحرص على وضع صورة اللاما على القماش، كعلامة تجارية، تؤكد جودة القماش، مضيفًا أن القماش الكشميري، يأتي في المرتبة الثانية للبشوت «الوبر»، وبسعر أقل من قماش «نبيه حمد الله».

3 أسابيع

أكد خياط البشوت إبراهيم العمار، أن الفترة الزمنية التي، يستغرق حياكة بشوت الوبر، تمتد لأكثر من 3 أسابيع، وأكثر صعوبة ودقة من حياكة البشوت الصيفية «الخفيفة» الأخرى، وتتطلب عمالة ماهرة ودقيقة في التعامل مع بشوت الوبر، وهناك قلة في العمالة التي تعمل في حياكة بشوت الوبر، واللون الأكثر طلبًا حاليًا الأسود، والأشقر، والبيج، والفضي، وهناك ألوان أخرى مفضلة لأقمشة «الوبر»، ويستخدم خيوط «بريسم» عالية الجودة، يتم تصنيعها وتوريدها من فرنسا، لافتًا إلى أن هناك بشوت «وبر» تصنيع آلي «كمبيوتر»، وهي أقل جودة وأقل سعرًا من البشوت اليدوية، ولا تتجاوز سعر بشوت الوبر الكمبيوتر عن 1000 ريال.

صناعة البشوت

وتتميز الأحساء بتاريخ عريق في صناعة البشوت، حيث تعد هذه الحرفة من أقدم الصناعات اليدوية التي ورثها الأحسائيون عن أجدادهم، عُرفت الأحساء بأنها مركز رئيسي لإنتاج البشوت، مستفيدة من توافر المواد الأولية الطبيعية كالوبر والصوف، إضافة إلى المهارة العالية للحرفيين المحليين الذين أتقنوا فنون الحياكة اليدوية والتطريز بأساليب دقيقة ومميزة.

في المملكة، تتنوع البشوت حسب خاماتها وتصاميمها وألوانها، حيث يحمل كل نوع منها رمزية خاصة. البشت الأسود: يرمز إلى الوقار والرسمية، ويُرتدى غالبًا في المناسبات الوطنية والرسمية.

البشت الأشقر: يعبر عن الفخامة، ويُختار عادةً للمناسبات السعيدة مثل الأعراس.

البشت البيج والرملي: يرمز إلى البساطة والأناقة، ويُناسب الاستخدام اليومي والمناسبات غير الرسمية. البشت المزخرف بخيوط الذهب أو الفضة: يرمز إلى التقاليد الملكية والاحتفالات الكبرى، ويُرتدى في المناسبات الفاخرة والاحتفالية. تعد البشوت الحساوية من أجود الأنواع في المملكة، بفضل العناية الدقيقة في اختيار الخامات، مثل وبر الإبل والكشمير، وتطريزها يدويًا باستخدام خيوط الحرير «البريسم»، مما يجعلها رمزًا للأصالة والرقي في التراث.