علق باحث سعودي على دور فاعلات السطح الفلورية (PFASs) في العديد من الصناعات، مشيرًا إلى أنها مركبات كيميائية تُستخدم بسبب مقاومتها للماء والحرارة ومشتقات النفط. تُوظف هذه المواد في تصنيع الطلاء، والأثاث، وأدوات الطهي، والسجاد، والتغليف، والملابس، ومستحضرات التجميل. ومع فوائدها العديدة، تثير هذه المركبات جدلًا بسبب آثارها الضارة على البيئة والصحة، حيث كشفت دراسة «حديثة» أن النساء المصابات بسرطان الثدي والمبيض والجلد والرحم تظهر لديهن مستويات مرتفعة من مركبات «فاعلات السطح الفلورية».

احتمالات مضاعفة

أكدت الدراسة أن النساء المعرضات لمستويات عالية من حمض البيرفلوروديكانويك (PFDE) لديهن احتمالات مضاعفة لتشخيص سرطان الجلد، بينما اللواتي يتعرضن بشكل متزايد لحمض PFNA وPFUA يواجهن ضعف خطر الإصابة بنفس المرض. كما وُجدت صلة بين PFNA والتشخيص المبكر لسرطان الرحم.


ومن بين الفاعلات بالسطح الفلورية، يُعتبر حمض بيرفلورو الأوكتانويك وحمض بيرفلورو أوكتان السلفونيك من الأكثر دراسة، حيث يُقدّر أن %98 من سكان العالم لديهم مستويات يمكن اكتشافها من حمض بيرفلورو الأوكتانويك في مجرى الدم.

مواد مختلفة

أبان الباحث الدكتور غسان بوخمسين، أن هناك 4.730 مادة مختلفة مصنفة ضمن الفاعلات بالسطح الفلورية، وقاعدة بيانات السمية، تدرج 14.735 مركبًا كيميائيًا مختلفًا من فاعلات السطح الفلورية، موضحًا أنه نظرًا لأنَّها غير قابلة للتلف ولا تتحلل بسهولة «الرابطة الكيميائية» لا يمكن كسرها بسهولة، فقد اكتسبَت الفاعلات بالسطح الفلورية «المواد الكيميائية الأبدية».

فترات طويلة

أوضح بوخمسين، أن الدراسات العلمية المتخصصة، كشفت أن شريحة من الناس، تعرضوا لبعض من فاعلات السطح الفلورية، ومعظم التعرضات المعروفة منخفضة نسبيًا، ولكن بعضها يمكن أن يكون مرتفعًا، خاصة عندما يتعرض الناس لمصدر مركز على مدى فترات طويلة من الزمن، ويمكن أن تتراكم بعض المواد الكيميائية في الجسم بمرور الوقت، مضيفًا أنه يمكن أن ترتبط فاعلات السطح الفلورية بالبروتينات، مثل الهيموغلوبين والألبومين، وتتراكم في الدم والأعضاء الحية، قد يزيد التعرض لهذه المركبات من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، إضافة إلى المشاكل الصحية الأخرى، مثل تلف الكبد والكلى وأمراض القلب والأوعية الدموية CVD وارتفاع الكوليسترول والسمنة والسكري وانخفاض المناعة، وأن العديد من هذه المركبات تعطل الأداء الطبيعي لنظام الغدد الصماء، وتسبب ضعف المناعة، ونمو الخلايا المفرط، وتغيير النشاط الجيني.

حزمة من فاعلات

السطح الفلورية: في أنظمة مياه الشرب العامة وآبار مياه الشرب الخاصة.

التربة والمياه في مواقع النفايات أو بالقرب منها في مدافن النفايات ومواقع التخلص من النفايات الخطرة.

رغوة إطفاء الحريق، المستخدمة لإطفاء الحرائق السائلة القابلة للاشتعال.

مرافق التصنيع أو الإنتاج الكيميائي التي تنتج أو تستخدم PFAS، في طلاء الكروم والإلكترونيات وبعض مصنعي المنسوجات والورق.

الغذاء، في الأسماك التي يتم صيدها من المياه الملوثة بـPFAS، ومنتجات الألبان من الماشية المعرضة لـPFAS.

تغليف المواد الغذائية في الورق المقاوم للشحوم كأغلفة الوجبات السريعة وأكياس الفشار بالميكروويف وصناديق البيتزا وأغلفة الحلوى.

المنتجات المنزلية كطارد البقع والماء المستخدم على السجاد والمفروشات والملابس والأقمشة الأخرى، ومنتجات التنظيف، وأواني الطهي غير اللاصقة، والدهانات والورنيش ومانعات التسرب.

منتجات العناية الشخصية، في بعض الشامبو وخيط تنظيف الأسنان ومستحضرات التجميل.

المواد الصلبة الحيوية، كالأسمدة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي المستخدمة في الأراضي الزراعية.