تتصاعد المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، مهددة بفرض حظر واسع النطاق على الطائرات المسيرة الصينية. ومعظم الطائرات دون طيار التجارية المستخدمة في الولايات المتحدة تُصنع في الصين، مما يجعلها هدفاً للمشرعين الأمريكيين الذين يعتبرونها تهديداً للتجسس وتحدياً تجارياً يصعب على الشركات الأميركية مجاراته.

ويثير هذا التوجه قلقاً واسعاً لدى الأميركيين الذين أصبحت الطائرات المسيرة جزءاً لا يتجزأ من حياتهم وأعمالهم، بدءاً من إنفاذ القانون ورسم الخرائط وصولاً إلى صناعة الأفلام. وفي ظل الفارق الكبير في التكلفة والأداء بين الطائرات الصينية ونظيراتها الأمريكية، يبدو أن التحدي يتجاوز الاقتصاد ليشمل تأثيرات على القطاعات الحيوية.

فرض القيود


وقد فرضت واشنطن بالفعل قيودًا على شركات الاتصالات الصينية وفرضت تعريفات جمركية عالية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، حيث تتنافس الولايات المتحدة مع الصين في أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي ومجالات أخرى.

وفي الثامن عشر من ديسمبر الجاري، أقر الكونجرس مشروع قانون دفاعي يتضمن بنداً يمنع شركتين صينيتين من بيع طائرات دون طيار جديدة في الولايات المتحدة إذا خلصت المراجعة إلى أنها تشكل «خطراً غير مقبول» على الأمن القومي الأمريكي. وقد حظر الكونجرس على الوكالات الفيدرالية اقتناء طائرات دون طيار صينية، مع بعض الاستثناءات، كما منعت عدة ولايات البرامج الممولة من القطاع العام من استخدام أو شراء طائرات دون طيار صينية.

وإن الحظر الأوسع نطاقاً يثير القلق بين الأمريكيين الذين أصبحت الطائرات دون طيار جزءاً من حياتهم وعملهم.

وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل عمليات واسعة النطاق، من إنفاذ القانون إلى رسم الخرائط وصناعة الأفلام التي يقول مشغلو الطائرات دون طيار إنها قابلة للتطبيق بسبب التكلفة المنخفضة والأداء العالي للطائرات دون طيار الصينية. ويقولون إن الطائرات دون طيار المصنوعة في أمريكا لا يمكن مقارنتها.

تخصيب المحاصيل

ويروي أحد الأمريكيين في هيكوري بولاية نورث كارولينا، أنه بدأ في استخدام طائرات دون طيار صينية الصنع في عام 2019 لتخصيب المحاصيل ومراقبة صحة المحاصيل. وقال إن تكلفة طائرة دون طيار لنشر الأسمدة تبلغ 35 ألف دولار، في حين أن آلة الرش الأرضية التقليدية ستكلفه 250 ألف دولار.

وأضاف، «بفضل كفاءة الطائرات دون طيار، أصبحنا قادرين على القيام بأشياء لم يكن بوسعنا القيام بها من قبل: استخدام الأسمدة ولكن باستخدام كميات أقل، وهو أمر جيد للمستهلكين الأمريكيين».

لكن الاعتماد على الطائرات الصينية دون طيار على وجه التحديد هو ما يثير قلق المشرعين الأمريكيين.

قالت النائبة إليز ستيفانيك، التي اختارها ترمب لتكون سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة: «من غير المسؤول استراتيجيًا السماح للصين الشيوعية بأن تكون مصنعًا للطائرات دون طيار». قادت ستيفانيك جهودًا سابقة في مجلس النواب لحظر الطائرات دون طيار الصينية الجديدة.



مقارنات وتجسس

وكان الدور الذي تلعبه الطائرات دون طيار كبيراً في الحياة اليومية هو ما دفع السيناتور ريك سكوت، جمهوري من فلوريدا، إلى حث الكونجرس على تقييد شراء الطائرات دون طيار الصينية من قبل الوكالات الفيدرالية. وقد تم تضمين هذه القيود في مشروع قانون الدفاع الذي وقعه الرئيس جو بايدن العام الماضي.

وقارن سكوت الطائرات الصينية دون طيار ببالونات التجسس التي يمكنها «جمع البيانات أو حمل حمولات ضارة» في جميع أنحاء أمريكا، مما يشكل مخاطر على القواعد العسكرية والبنية التحتية الحيوية والموارد الطبيعية.