وعلى الرغم من أن 50% من المشاركين ينظرون إلى تقلبات الأسواق والتضخم السائد باعتبارهما تحديات بارزة، فإن المستثمرين السعوديين أبدوا مستوى لافتا من المرونة، وتوجها متجددا نحو اغتنام فرص النمو. وكشف الاستطلاع أن 20% من المستثمرين شاركوا في الاكتتابات العامة الأولية خلال العام الماضي، بينما شارك 15% منهم في العروض الترويجية الخاصة بالاكتتابات، مما يدل على اهتمام كبير بالفرص الاستثمارية الجديدة في السوق.
مشهد غني بالفرص
هذه الموجة من التفاؤل التي بينتها نتائج الاستطلاع لا تعكس فقط مسار التعافي من التحديات الاقتصادية، بل تسلط الضوء على المشهد المالي المتطور والغني بالإمكانات، فالمستثمرون ليسوا متفائلين فحسب، بل هم على جاهزية تامة لاغتنام الفرص الواعدة في سوق الاكتتابات العامة الأولية. والجدير بالذكر أن نحو 60% من المستثمرين ذكروا أن احتمالية مشاركتهم في الاكتتابات العامة الأولية المستقبلية أكثر ترجيحا مقارنة بمستويات مشاركتهم في عامي 2022 و2023.
أبرز القطاعات
بالنظر إلى القطاعات المفضلة، يسلط الاستطلاع الضوء على اهتمام المستثمرين الواسع بمختلف القطاعات. ويتصدر القطاع العقاري المشهد، حيث يجتذب 35% من المستثمرين، مما يعكس الثقة في مشاريع البنية التحتية الطموحة بالمملكة ومشاريع التطوير العمراني. وعلى نحو مماثل، برز قطاعا التكنولوجيا والطاقة، حيث استقطب كل منهما 29% من اهتمام المستثمرين، مما يمثل دليلا على الخطوات الكبيرة التي قطعتها المملكة في مجال الابتكار ومبادرات الطاقة المستدامة. هذا ويفضل 23% من المستثمرين الاستفادة من فرص الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية، مما يعكس التركيز المتزايد على الابتكارات الطبية، وتعزيز الصحة العامة.
التواصل والحوكمة
سلّط الاستطلاع الضوء أيضا على التواصل الفعال باعتباره عنصرا أساسيا في حسم قرارات الاستثمار، حيث أكد أكثر من نصف المستثمرين مدى أهمية هذا الجانب في عمليات الاكتتاب العام الأولي. من هنا تبرز الحاجة إلى تعزيز الشفافية في تعامل الشركات مع المستثمرين المحتملين، وتوفير نظرة وافية وواضحة على عملياتها وإستراتيجياتها للنمو.
علاوة على ما سبق، تبقى آليات الحوكمة الرشيدة للشركات أولوية. وقد أكد 79% من المستثمرين أهمية عامل الربحية للقيام باستثمارات في الاكتتابات العامة الأولية، مما يعكس نهجا حذرا ومتفائلا في آنٍ واحد تجاه الدخول إلى الأسواق الجديدة. ومع تزايد خطر التهديدات الرقمية، يمنح 83% من المستثمرين أهمية كبيرة للخبرات في مجال الأمن السيبراني بمجلس الإدارة، مما يعكس التركيز المتنامي على الأمن الرقمي وإدارة المخاطر في حوكمة الشركات.
التغلب على التحديات
على الرغم من كل هذا الإقبال القوي، لا يزال المستثمرون يدركون العقبات المحتملة، حيث أشار أكثر من نصف المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع إلى تقلبات الأسواق والتضخم باعتبارهما تحديات بارزة، مما يدل على نظرة واقعية لدى هؤلاء إزاء المناخ الاقتصادي العالمي. مع ذلك، فقد أسهم الأداء القوي للمملكة، على الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي بـ2023، في تعزيز موقعها لمواجهة كل هذه المخاوف، بل قدمت المملكة إسهامات كبيرة في نمو المنطقة، وحافظت على استقرار وقوة سوق الاكتتابات العامة الأولية، مما يعكس قدرتها على الازدهار والنمو على الرغم من كل الضغوط والتحديات الخارجية.
زيادة المشاركة في الأسواق
أظهرت نتائج الاستطلاع تفاؤل المستثمرين السعوديين، واستعدادهم لزيادة مشاركتهم في الأسواق، حيث أشار ما يقرب من 60% من المستثمرين أن احتمالية مشاركتهم في الاكتتابات المستقبلية أكثر ترجيحا مقارنة بالسنوات السابقة، مما يشير إلى جاهزيتهم للإسهام بنشاط في السوق، والاستفادة من النمو الاقتصادي المتسارع في المملكة.
أبرز نتائج الاستطلاع:
%90 يتوقعون طفرة في سوق الاكتتابات العالمية
%50 يرون تقلبات الأسواق والتضخم تحديات
%20 شاركوا في اكتتابات عامة العام الماضي
%15 شاركوا في العروض الترويجية للاكتتابات
%60 من المستثمرين يرون احتمالية المشاركة المستقبلية أكثر ترجيحا
القطاعات المفضلة
%35 يفضلون قطاع العقارات
%29 مهتمون بالتكنولوجيا والطاقة
%23 يركزون على قطاع الرعاية الصحية
التواصل والحوكمة
%79 يؤكدون أهمية عامل الربحية للاستثمار
%83 يركزون على الأمن السيبراني في الحوكمة
%50 يؤكدون أهمية الشفافية في عمليات الاكتتاب
%60 أكثر تفاؤلا بالمشاركة في الأسواق المقبلة مقارنة بعامي 2022 و2023