حيث يتعرض الكرملين لضغوط دولية من الغرب ومن حلفائها في المنطقة للحد من تورطه العسكري في النزاع السوري. قد تكون موسكو بصدد إعادة تقييم سياساتها في الشرق الأوسط تماشيًا مع تغيرات موازين القوى الإقليمية والدولية.
التغيير السياسي
رئيس الآلية الدولية المدعومة من الأمم المتحدة، روبرت بوتيت، أكد أن التغيير السياسي في سوريا يتيح فرصة لكشف مصير عشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين. وأضاف أن فريقه مستعد للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة للمضي قدمًا في تحقيق العدالة.
خطوات الانسحاب
وبدأت روسيا في الآونة الأخيرة اتخاذ خطوات للانسحاب الجزئي من سوريا، وهو قرار يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل وجودها العسكري في المنطقة وأهدافها الاستراتيجية. وعلى الرغم من أن روسيا قد أكدت مرارًا على ضرورة استقرار الوضع في سوريا وعودة الوضع الأمني إلى طبيعته، إلا أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن موسكو قد بدأت تقليص قواتها في بعض المناطق.
دعم اللاجئين
أعلنت المفوضية الأوروبية عن تقديم مليار يورو إضافي لتركيا لدعم ملايين اللاجئين السوريين. وأكدت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أن التمويل سيشمل تحسين خدمات الصحة والتعليم وإدارة الحدود، مع التركيز على دعم العودة الطوعية للاجئين. تهدئة وهدن
وفي السياق السياسي، تسعى الدول الأوروبية إلى إعادة التواصل مع دمشق، حيث أعلنت ألمانيا عن محادثات مع الحكومة الجديدة، مشددة على ضرورة حماية الأقليات وضمان حقوق المرأة. كما ناقش الاتحاد الأوروبي إمكانية إعادة فتح مكتبه في دمشق في إطار جهود تعزيز الاستقرار وإعادة الإعمار.
ورغم هذه الجهود، لا تزال سوريا تواجه تحديات أمنية واقتصادية وإنسانية معقدة، في وقت يأمل فيه السوريون أن يشكل سقوط الأسد بداية مرحلة جديدة من السلام والمصالحة الوطنية.
دوافع الانسحاب الروسي من سوريا:
1. تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية:
روسيا تمكنت من تحقيق الكثير من أهدافها الإستراتيجية، بما في ذلك دعم استقرار النظام السوري والحفاظ على مصالحها في البحر الأبيض المتوسط. مع استقرار الوضع النسبي في بعض المناطق، قد يكون من المنطقي تقليص قواتها.
2. التخفيف من الضغوط الاقتصادية:
تكاليف الحرب المستمرة في سوريا تمثل عبئًا ماليًا كبيرًا على الاقتصاد الروسي، ويبدو أن موسكو ترغب في تخفيف هذه الضغوط عن طريق تقليص عدد القوات المنتشرة.
3. الضغوط الدولية:
يتعرض الكرملين لضغوط دولية من الغرب ومن حلفائها في المنطقة للحد من تورطه العسكري في النزاع السوري. قد تكون موسكو بصدد إعادة تقييم سياساتها في الشرق الأوسط تماشيًا مع تغيرات موازين القوى الإقليمية والدولية.