قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع في زيارته الثانية عشرة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس العام الماضي، ولكنها الأولى منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، التي أثارت مخاوف جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة التي مزقتها الآن ثلاثة صراعات، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.

ومن المقرر أن يتوجه بلينكن إلى الأردن وتركيا يومي الخميس والجمعة لإجراء محادثات من المتوقع أن تركز إلى حد كبير على سوريا، لكنها ستتطرق أيضا إلى الآمال التي طال انتظارها للتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في غزة الذي دمر القطاع منذ أكتوبر 2023.

دعم الولايات


وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر في بيان إن بلينكين «سيؤكد دعم الولايات المتحدة لعملية انتقال شاملة بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة وممثلة».

وقال ميلر «إنه سيناقش الحاجة إلى أن تحترم عملية الانتقال والحكومة الجديدة في سوريا حقوق الأقليات، وتيسير تدفق المساعدات الإنسانية، ومنع استخدام سوريا كقاعدة للإرهاب أو تشكيل تهديد لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن».

وسيكون بلينكين أحدث مسؤول أمريكي كبير يتوجه إلى الشرق الأوسط منذ فرار الأسد إلى روسيا يوم الأحد بينما يستعد الرئيس الديمقراطي جو بايدن لمغادرة منصبه في 20 يناير 2025، وتولي الجمهوري دونالد ترمب السلطة.

نهاية الصراعات

ويزور مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، إسرائيل. كما زار قائد القوات الأميركية في المنطقة القوات الأميركية في سوريا. كما زار اثنان من كبار مسؤولي وزارة الخارجية - جون باس، وكيل وزير الخارجية للشؤون السياسية، وباربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، المنطقة منذ نهاية الأسبوع.

وقد أرسل ترمب، الذي تحدث عن رغبته في رؤية نهاية للصراعات قبل عودته إلى البيت الأبيض، مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى المنطقة.

غارة إسرائيلية

ومن جهه أخرى ذكر مسؤولون طبيون فلسطينيون أن غارة إسرائيلية على منزل يأوي نازحين في شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل 19 شخصا على الأقل.

وقال مستشفى كمال عدوان إنه استقبل الجثث بعد الغارة التي شنتها قوات الاحتلال على بلدة بيت لاهيا خلال الليل.

وتظهر سجلات المستشفى أن من بين القتلى عائلة مكونة من ثمانية أفراد، بينهم أربعة أطفال ووالديهم وجدّان.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي الذي يشن هجوما متجددا ضد مسلحي حماس في شمال غزة منذ أوائل أكتوبر.

وأسفرت غارة أخرى على مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، بحسب مستشفى العودة. وتظهر السجلات أن من بين القتلى طفلين ووالديهما وثلاثة من أقاربهم.

بلا مساعدات

وقالت الأمم المتحدة إن المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة - حيث شنت إسرائيل هجوما بريا في السادس من أكتوبر- محظورة إلى حد كبير منذ 66 يوما. ووفقا للهيئة العالمية، فإن هذا ترك ما بين 65 و75 ألف فلسطيني بدون طعام أو ماء أو كهرباء أو رعاية صحية.

وفي الشمال، واصلت إسرائيل حصارها لبيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، حيث حرم الفلسطينيون الذين يعيشون هناك إلى حد كبير من المساعدات، حسبما ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). ومؤخرا، قال المكتب إن نحو 5500 شخص نزحوا قسرا من ثلاث مدارس في بيت لاهيا إلى مدينة غزة.

وبالإضافة إلى أزمة الغذاء، لا تعمل في قطاع غزة سوى أربعة مخابز تدعمها الأمم المتحدة، وجميعها في مدينة غزة، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وقالت سيغريد كاغ، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، للصحفيين بعد إحاطة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلف أبواب مغلقة، وإن المدنيين الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في غزة يواجهون «وضعا مدمرا للغاية».

تفاقم الوضع

وأشارت إلى انهيار القانون والنظام والنهب الذي أدى إلى تفاقم الوضع الخطير للغاية وترك الأمم المتحدة والعديد من منظمات الإغاثة غير قادرة على توصيل الغذاء وغيره من الضروريات الإنسانية لمئات الآلاف من الفلسطينيين المحتاجين.

وقالت كاغ إنها ومسؤولين آخرين في الأمم المتحدة يطالبون إسرائيل مرارا وتكرارا بالسماح بوصول القوافل إلى شمال غزة وأماكن أخرى.