وبمقارنة نتائج السعودية عام 2023 بنتائجها عام 2019، نلاحظ ما يلي:
نتيجة الصف الرابع في الرياضيات ترتفع 22 نقطة عام 2023، و3 نقاط للصف الثاني متوسط، وفي العلوم، ارتفعت النتيجة 26 نقطة للصف الرابع، بينما انخفضت نتيجة الصف الثاني متوسط 12 نقطة للعام 2023.
وبالتأمل في النتائج لُوحظ أن ترتيب المملكة العربية السعودية لا زال في المراتب العشر الأخيرة منذ نشأة الاختبار، والتقدم طفيف جدًا، إضافةً إلى التراجع في مادة العلوم، وجميع نقاط المادتين دون المتوسط المطلوب، على الرغم من التطورات المستمرة التي تطرأ على النظام التعليمي بكافة عناصره، وفي المقابل لا زالت دول شرق آسيا( سنغافورة ، الصين، كوريا ، اليابان ) تكتسح المراتب الأولى لأعوام متتالية، متفوقة على معظم الدول العظمى الغربية.
والسؤال المطروح هنا: أين يكمن القصور في نظامنا التعليمي؟
هل يرتبط بالمنهج الدراسي بجميع عناصره ( أهدافه، المحتوى، الأنشطة والوسائل، طرق التقويم )على الرغم من التحديثات المستمرة له؟ أم المعلم وممارساته التدريسيه؟ أم البيئات المدرسية غير الجاذبة ؟ أو نواتج التعلم التي تركز عليها العملية التدريسية؟
وبمراجعة بعض النقاط الأساسية في التعليم لدى دولة سنغافورة وجد أن التركيز على مهارات التفكير الناقد والإبداعي ( على الرغم من ادراجها في مناهجنا ) إلا أن التقصير قد يكون في آلية توظيفها من قبل المعلم ، ومن جانبٍ آخر، فنسبة عدد الطلاب إلى المدرسين هي 15: 1 في المرحلة الابتدائية و 11: 1 في المرحلة الثانوية كما أوردها (الربيعي، 2023).
وبالإطلاع على الدراسات ذات الصلة، وسؤال مجموعة من معلمات العلوم والرياضيات تم تلخيص مجموعة من الأسباب المتوقعة لعدم تقدم الطلاب في مادتي العلوم و الرياضيات:
1- رفض فكرة الحاجة إلى التغيير من قِبل المعلمين والمعلمات، وأثر ذلك في نواتج التعلم.
2- التحديثات في المنهج جزئية وليست للمنظومة ككل.
3- لا يوجد تغذية راجعة لأداء المعلم لتحسين ممارساته.
4- لم يع العديد من المعلمين والمعلمات الجدوى من التقويم الذاتي للمدارس وأثره في عملية تحسين التعليم.
5- مستويات الأهداف المطلوبة في اختبار TIMSS ليست متوائمة مع محتوى المنهج ( فعلى سبيل المثال: هدف مطلوب تحقيقه في مستوى التطبيق في اختبار TIMSS ، ويوضع في المنهج في مستوى الفهم )
6- عدم فتح قنوات اتصال بين المعلم والجهات المخوّلة للإصلاح، لتقبل المقترحات والتوصيات.
7- تقليدية التدريس وعدم الالتزام بالتعلم النشط لدى العديد من المعلمين والمعلمات.
أخيرًا، ينبغي أن تكون هناك وقفة جادة من وزارة التعليم، والباحثين لمعرفة تلك الثغرات ومعالجتها، وإعادة فتح التدريب التربوي للمعلمين والمعلمات، وقد يكون ما اعتمدته هيئة تقويم التعليم من تقويم للمدارس خطوة أولى نحو تحديثات جوهرية بإذن الله، ليلحق التعليم بغيره من القطاعات السعودية التي اثبتت تفوقها عالمياً. واختم مقالي بالتنويه على أن التغييرات العظيمة تبدأ بخطوات صغيرة. فلنبدأ بالتفكير ، ولنقبل التغيير، لنصل إلى التطوير.