ربما عوامل كثيرة أسهمت في ضعف الإقبال على شراء الكتاب الورقي، ومنها ارتفاع السعر ، العزوف عن القراءة التقليدية ،انتشارالكتب الصوتية ، منافسة المكتبات الرقمية، واتساع ساحة التسوق الإلكتروني وتفوقها في عرض كل جديد وقديم من الكتب بلمسة زر ، وسرعة خدمات ما بعد البيع ،حتى وصول الطلبات إلى أبواب المنازل.
ومهما تكن المبررات ، لا تزال المكتبات التجارية التقليدية التي تبيع الكتب في مدن العالم السياحية يُنظر إليها كنقاط جذب ، وتحظى بالإهتمام ، والحرص على اختيار المواقع الملائمة حتى يتمكن الزوار من الوصول إليها، كونها تمثل عناوين صادقة لتراث وثقافة المجتمع ، إلى جانب تطوير أساليب الإعلان عن جديد مؤلفات الأدباء ،المفكرين ،المؤرخين ، وتوفر الأفلام ،الشرائح ،المقاطع المرئية، الصوتية،الصورالفوتوغرافية.
وقد يكون الوقت مناسباً لتظافر جهود المسؤلين في سرعة إنشاء متجر صغير بمدينة أبها ، يختص ببيع المؤلفات الجديدة للأدباء والمفكرين والشعراء والمؤرخين والمهتمين بالتراث من أبناء وبنات منطقة عسير.
والجميع يدرك أن التصنيف والتأليف متجذر في مجتمع المنطقة، وهناك كنوز أدبية وتاريخية بحاجة
إلى تشجيع الباحثين لتحقيقها وإخراجها إلى حيز الوجود، ولن تنجح هذه الفكرة إلا في وجود نافذة ثقافية يطل منها أهل الثقافة والأدب على مجتمعهم ،وإتاحةالفرصة للناس للإطلاع على إنجازاتهم الثقافية، وشراء ما سطرته أقلامهم.
ورغم التحديات التي تواجه الكتاب ، إلا أن العنوان اللافت، والمحتوى المفيد لإكتساب المعرفة، وتنوع الموضوعات تُعزز من الحرص على إقتنائه ، فنحن أمة إقرأ ،لن تبعدنا عن الكتب مغريات وسائل التواصل.
يقول حمد الطرباق في كتابه ( مدخل الى الحياة) :" الكتاب هو الصاحب الوفي، والصديق المخلص ،والرفيق الامينإذا فتحت الكتاب، وقراته،فأنت تجلس مع المؤلف ،وتسمع حديثه وتحضر درسه".
واضاف" تذكّر أن في كل كتاب تقرأه يتطور نمط تفكيرك ، وتقوى ذاكرتك،وتنفذ بصيرتك ،وتُصبح أقوى في اتخاذ قراراتك ،وأبصر في النظر إلى مستقبلك.".