في عالم«الإفساد» مبادئ هلامية، وقناعات خاطئة كاذبة، يريدون فرضها بشكل «راديكالي» متذاكٍ، مبادئ وقناعات يتم تغذية القطيع بها، لحماية مشروعاتهم الخطيرة على الفرد والمجتمع، ولتيسير «الأعمال القذرة» لجمع أكبر قدر من «الثروة» على حساب الحمقى.
(2)
«الشهامة» مبدأ «مطاطي» في أوساط الشباب، هناك ترويج لمبدأ «حمل القضية عن الصديق»، وهي أن يعترف أحدهم بأنه مسؤول عن جريمة قام بها صديقه، كي لا يتضرر زواج الأخير، أو ترقيته، أو مصلحته، ليذهب «الشهم!» إلى السجن لقضاء محكومية لا ناقة له فيها ولا جمل، هذه ليست شهامة، هذا منتهى الحمق!، ولا يماتن حصيفٌ ذا لبٍّ، أن " الطيور على أشكالها تقع" .
(3)
التبليغ عن الفساد شرف، وعن الإفساد قوة، وعن «المفسد» شجاعة، بيد أن رموز الفساد والإفساد، يروجون في أوساط الشباب، والمراهقين، أن التبليغ عن «السفلة» رذيلة، ويغنون: «ترى البلاسة من كبار العذاريب.. ترى البلاسة ماتطوّل لحاكم»!، و«البلاسة» هي مصطلح شعبي يُقصد به تبليغ «السلطة التنفيذية» عن عمل/شخص خارج عن القانون، ويراها العرب - جهلا - عيباً وعاراً.
(4)
قد لا يصدق القارئ أن في الأوساط الشعبية من يتم مدحه - شعرا ونثرا - لأنه «متلف المال»، وبالمقابل ذم لـ«جمع المال»، وتمجيد للفقر، وكأن «العلم الغانم» لا يمكن أن يلتقي مع مال يستر الحال، ويغني عن الناس، وأمان من الفقر «البغيض».
(5)
الوالدان عائق، و«الدين» قيود، ومناكفة الأجهزة الأمنية «بطولة!»، و«السجن للرجال!»، والحرية - حريتهم التي يعتقدونها - تستحق العذاب!، والثقافة ثقيلة دم، والقراءة بلا قيمة، والزنا فحولة، والخيانة ذكاء، والذئب مضرب مثل، وفقدان العقل «كيف»، بل في الماضي القريب هناك تمجيد، وتخليد، لأيقونات «إفساد» بشكل غريب، مريب، ممنهج.
(6)
هذا ما يتم حقنه في «اللاوعي»، وزرعه في «العقل الجمعي»، و إخضاع «المراهقين» له، في تحفيز مستمر لمسار «الدوبامين» الحاسم، مبادئ هدامة، وقناعات خاطئة، تهدف للسيطرة، وبالتالي تحقيق الأهداف، كل هذا يحدث في الدرك الأسفل من المجتمع، حيث الظلام، والظلم، والضلال.