لكن ما يحدث خلف كواليس هذه الحملات والمنشورات في شبكات التواصل الاجتماعي وحتى الأخبار والبيانات الصحفية عالم من الصراعات والتحديات. فكم من منشور وأدوه وهو في مهد الفكرة، وكم حملة احتاجت شهورا لتظهر رغم أنها فعليا لا تحتاج لكل هذا الوقت. وكم من فيديو قصير تم تشويهه بسبب التعديلات والآراء المتداخلة والمتباينة داخل مسؤولي المنشأة. التحدي الكبير فيما يتعلق بالممارسات الاتصالية أنها ليست علمًا صحيحًا، وهي نسبية وتعتمد على الآراء إلى حد ما. فما تراه جيدًا يراه زميلك في القسم نفسه يجب تغييره. أتفهم الحدود العامة وسياسات كل منشأة وقيودها، لكن ما بعد ذلك من المزعج جدا أن الإبداع يقيد المركزية التي تعيشها بعض الجهات في الحصول على موافقات النشر، والدقة المبالغ فيها والمراحل التي يمر فيها المنشور الواحد كلها تتعارض مع العمل المهني الإعلامي. فآلية التعميد والحصول على الموافقات في الجهات المختلفة يجب أن تمر بسياسة واضحة وبأقصر فترة ممكنة، فاليوم نحن نعيش في عالم متسارع إذا لم تنشر سينشر عنك، والمواد الاتصالية والإعلامية إذا لم تنشر مباشرة فستموت وتنتفي الحاجة لها وتصبح بلا طعم والتفاعل عليها يذبل.
لا أطالب أي جهة بأن تنشر عشوائيا فقط لكسب عنصر السرعة في سباق الزمن، ولا أطالب أن تتهور الجهات وتهمل الحدود العامة أو تقصر في أبجديات عمل الاتصال الإعلامي. فقط ولكي تكون آلية التعميد والموافقات على المنشورات متسارعة، نختار الكفاءات البشرية التي تعي أبعاد العمل الإعلامي ووضع سياسة واضحة مباشرة في النشر وقوالب جاهزة بهوية الجهة مع مراجعات أخيرة تجود المنتج للظهور بشكل احترافي.