فإن كان ما ينفقه الزوج في ليلة الزواج فقط يصل إلى ضعف مبلغ القرض هذا، فكيف تكون هناك تنمية مستدامة وقاعة الأفراح أخذت من القرض ما يضخم جيب التاجر ويهلك التنمية من حوله، فما بالك بـ«الطقاقة والقهوجية والدي جيه وهدايا أطفال الحي ومفرحات أطفال المكسيك»، فهل ذلك يضر بالتنمية من حولنا ويتأثر به الجميع بأن ما خصص للتنمية ببناء أسرة يقوم على سواعدها بناء هذا الوطن المعطاء، قد ذهب فقط لحسابات تسبقها ملايين الريالات، بينما هذا الزوج وبعد الزواج بكم شهر تجده يستلف حتى قيمة غسيل ملابسه.
وبشكل أوضح أتذكر أنني كتبت مقالاً هنا بعنوان «إيجار الفستان ثلث قيمته» قلت فيه إن فساتين الزواج لدينا تكاد تكون المنتج الوحيد على مستوى العالم الذي تصل نسبة تأجيره في اليوم إلى 33 % من قيمته الإجمالية. وللتقريب تخيل أنك تستأجر سيارة بـ33 ألف ريال في اليوم الواحد بينما قيمتها في الوكالة 100 ألف ريال، فكيف سيكون تأثير هذا التضخم على باقي الأسعار المكملة لاستخدام هذه السيارة! وقس على ذلك المستفيدين من قروض التنمية الزراعية والصناعية والسياحية وغيرها بأن هناك ما يؤجر عليهم بمثل المبالغة في إيجار الفستان استغلالاً من التاجر لقروض التنمية.
بالمختصر إن لم يتم تثقيف أجيالنا بماهية الأضرار المترتبة على استنزاف أموال التنمية بتحويلها لجيب التاجر المحلي والخارجي، فلا نعول كثيرا على أن نجني ثمار التنمية المستدامة، فقبل أن يطلب شبابنا قرض الزواج بعد إعادة إطلاقه علينا أن نحدد هل هو «قرض الزواج أم ما حول الزواج!».