قبل عدة سنوات انتشرت وسط المجتمع فكرة تربية «الماعز القزم»، مستلطفين وجودها في المنزل. وأذكر حينها أحد الأقارب يشكو لي من بنته التي تصر يومياً على أن يشتري لها ماعزاً بدلاً من القط التي كانت لديها.

وكانت مخاوفه حينها أنها تختلف عن القط من حيث النظافة وصعوبة التعامل معها، والأهم هو السعر الذي كان حينها مبالغاً فيه بحسب تقييمه، حيث كانت تتراوح الأسعار ما بين 1800 و4000 ريال سعودي!

وحاول جاهداً جعل بنته تلتهي بأشياء أخرى لتصرف نظرها عن فكرة الماعز.


بداية الأسبوع يتواصل معي الشخص نفسه ويقول، «تدري أن الماعز اللي كنت بشتريها للبنت صار سعرها 300/ 400 ريال! الحمد الله أني ما تهورت».

الماعز وموضة اقتنائها يبدو لي أنها بدأت بالتلاشي، والأطفال والناس عموماً أصبحت لديهم اهتمامات مختلفة وأهم، لذلك باتت «رخيصة»، لكن يبدو لي أن هناك من استغل رخص الماعز، وانشغالنا بأمور أهم وطرح أكبر ومشاريع ضخمة، وحرص على اقتنائها، صاعداً على أكتاف نجاحنا وسرعة انطلاقاتنا.

فعلى سبيل المثال لا الحصر ومجرد الالتفات لأقرب حدث وقت إطلاق العرض الأول للفيلم كان 28 مارس من هذا العام قبل هذا الإطلاق بيوم واحد وتحديداً 27 مارس مجلس الوزراء يقرر أن هذا اليوم سيكون يوم المبادرة الخضراء. لن أستكمل سرد المشاريع والنجاحات التي تحققت في الشهر نفسه ومن مؤتمرات عالمية استضافتها السعودية في الشهر نفسه فقط.

ورغم هذا كله نحن لم نحارب فيلم «حياة الماعز» من أجل الانتقاد العشوائي فقط، أو من أجل أنه تطرق لنا بظلم وحصر انتقاده لنا في تعميم مبهم وقاس. نحن لسنا مجتمعاً ملائكياً، ونتقبل النقد من الداخل قبل الخارج. فعلى مر السنين نمارس هذه الانتقادات داخلياً عن طريق مسلسلات وبرامج مثل «طاش ما طاش» وغيرها.

لكن فكرة الاستقصاد وإظهار جانب واحد مزيف من القصة، ومن جوانب عدة، هو محل تحفظنا تجاه الفيلم والعاملين عليه.

هذا الأسبوع اختتمت فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية، والخطط والمشاريع المجدولة هذا الأسبوع والشهر مستمرة، ومستكملين القافلة بكل حماس وشغف، مع قيادة ملهمة، فلا ماعز ستوقفنا ولا كلام من قريب أو من بعيد سيعرقل مسيرتنا. وقصصنا الحقيقية وصلت وستستمر في الوصول مهما زيفت الحقائق.