أعلن الجيش الإسرائيلي، في ساعة مبكرة من فجر الأربعاء، البدء بعملية عسكرية واسعة في شمالي الضفة الغربية المحتلة، وُصفت بأنها الأكبر منذ عملية «السور الواقي» في عام 2002، ويشارك فيها عدد كبير من القوات، بما في ذلك جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) مع استخدام مكثف للطائرات الحربية.

من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية على مدن وقرى ومخيمات جنين طولكرم وطوباس وغيرها من المدن الفلسطينية، إلى جانب حرب الإبادة في قطاع غزة، ستؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع بحسب ما نقلته وكالة وفا الرسمية.

وأضاف أبو ردينة، أن عملية إسرائيل بالضفة الغربية هي تصعيد خطير تتحمل مسؤوليته سلطات الاحتلال والجانب الأمريكي الذي يوفر الحماية والدعم لهذا الاحتلال للاستمرار في حربه ضد شعبنا الفلسطيني على حد تعبيره.


اقتحام عدة مواقع

وقد اقتحمت القوات الإسرائيلية عدة مواقع في جنين ونابلس وطولكرم وطوباس، حيث اشتبكت مع الفلسطينيين مع وصول التعزيزات الإسرائيلية للقوات. في المقابل، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن بدء عملية «رعب المخيمات» ردًا على العملية الإسرائيلية المستمرة منذ صباح اليوم، محذرة جنوده من «الجحيم» الذي ينتظرهم.

اشتباكات ضارية

ويخوض الطرفان اشتباكات ضارية، ففي وقت سابق أعلنت «سرايا القدس» عن استهداف القوات الإسرائيلية بعبوات ناسفة في محيط مخيم نور شمس. كما أعلنت كتيبة طولكرم التابعة لـ«سرايا القدس» عن إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية في منطقة المنشية، و«نجاح مقاتليها في استهداف نقاط تمركز القناصة» داخل أحد المنازل في مخيم نور شمس.

وفي جنين، أكدت سرايا القدس-كتيبة جنين، أن مقاتليها استهدفوا الآليات العسكرية بالرصاص وأصابوا عددًا من الجنود. من جهتها، أعلنت كتائب القسام-جنين مشاركتها في الاشتباكات العنيفة إلى جانب «فصائل المقاومة»، مشيرة إلى تفجير عبوات ناسفة شديدة الانفجار ضد الآليات العسكرية المقتحمة في جنين.

حصار المستشفيات

وتقوم قوات الاحتلال بمحاصرة المستشفى الحكومي ومستشفى ابن سينا في جنين، كما بدأ الجيش عملية كبيرة لاعتقال المطلوبين وتدمير البنية التحتية في مخيمي جنين ونور الشمس للاجئين، إضافة لعملية كبرى أخرى في مخيم الفارعة للاجئين في الأغوار.

وتشهد الضفة الغربية تصاعدًا في وتيرة العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت حرب غزة في السابع من أكتوبر.

واستشهد مذاك في الضفة الغربية ما لا يقل عن 640 فلسطينيًا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات رسمية فلسطينية، فيما قتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليًا، بينهم جنود، خلال الفترة نفسها، وفقًا لأرقام إسرائيلية رسمية.

ووفق مصادر فلسطينية، فإن عددًا كبيرًا من الآليات العسكرية الإسرائيلية داهمت المدينة من حاجز الجلمة العسكري، ووصلت إلى محيط مستشفى جنين الحكومي، فيما تمركزت قوة عسكرية بالقرب من مستشفى ابن سينا وسط اندلاع مواجهات.

قتيلان في مخيم الفارعة

وقتل فلسطينيان وأصيب آخرون، فجر الأربعاء، نتيجة قصف نفذه الجيش الإسرائيلي من طائرة مسيرة على مخيم الفارعة جنوب طوباس، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأفادت مصادر في الهلال الأحمر بأن طواقمهم «تواجه صعوبة في الوصول إلى عدد من الإصابات بسبب محاصرة المخيم وقيام القوات الإسرائيلية بمنع وصول مركبات الإسعاف وعرقلة عمل طواقمها».

وكانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمت المخيم، منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية إلى المخيم من جهة حاجز الحمرا العسكري برفقة جرافة. كما نشرت القناصة بشكل كثيف داخل المخيم وفي محيطه وفرضت حصارًا على المخيم، وذلك تبعًا لوكالة وفا.

وفي بلدة عنبتا شرقي طولكرم، أصيب طفل بالرصاص خلال مداهمة الجيش الإسرائيلي للبلدة، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وأفادت الجمعية، بإصابة طفل يبلغ (15 عاما)، بالرصاص الحي في الفخذ، خلال مواجهات في البلدة، وجرى نقله إلى المستشفى.

وكان الجيش الإسرائيلي داهم البلدة من حاجز عناب العسكري شرقًا، وجابت دورياته مختلف الشوارع والأحياء، وتحديدًا الجبل الجنوبي، كما نشرت دورياتها الراجلة التي داهمت عددًا من المنازل.

وفي ذات السياق، أشارت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إلى مداهمة دوريات للجيش الإسرائيلي مدينة طولكرم من محورها الغربي، عبر عدد من الآليات جابت شوارع المدينة، بالقرب من مخيمي طولكرم ونور شمس.

وأضافت أنه جرى مداهمة جبل النصر في مخيم نور شمس، وانتشرت دوريات المشاة بين المنازل في المنطقة، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة ومخيماتها، تزامنًا مع سماع أصوات إطلاق نار بشكل كثيف.

40.5 ألف شهيد في غزة

وفي غزة، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على القطاع لليوم 326 على التوالي إلى 40534 شهيدًا، ونحو 93778 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، باستشهاد 58 فلسطينيًا وإصابة 131 بجروح مختلفة بعضها خطيرة، وارتكاب أربع مجازر ضد العائلات الفلسطينية، خلال الساعات الـ24 الماضية، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مؤكدة وجود عشرات الشهداء تحت ركام المنازل المدمرة في كافة مناطق القطاع، لم يتم انتشالهم لعدم توفر الإمكانيات والوقود اللازم لتشغيل المعدات.

اجتياح إسرائيل للضفة الغربية

- الرئيس الفلسطيني قطع زيارته للسعودية لمتابعة مستجدات العدوان على الضفة.

- جيش الاحتلال يهدد باقتحام مستشفى خليل سليمان الحكومي في جنين.

- سقوط 11 شهيدا خلال عملية اجتياح الجيش الإسرائيلي لشمال الضفة.

- 640 شهيدا فلسطينيا في الضفة منذ 7 أكتوبر.