في إطار تحسين العلاقات بين القطبين، زار مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، اليوم الثلاثاء، بكين لأول مرة منذ ثماني سنوات، حيث تهدف زيارته لعقد لقاءات مع شخصيات دبلوماسية بارزة بغية تخفيف التوترات التي تصاعدت خلال فترة حكم بايدن.

ويتوقع أن تعبد زيارة سوليفان إلى بكين الطريق لعقد قمة محتملة بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونظيره الصيني، شي جين بينغ، حيث أفادت هيئة الإذاعة والتليفزيون الصينية الرسمية بأن وصول سوليفان إلى بكين يأتي «في إطار تنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع الزعيمين في سان فرانسيسكو» في نوفمبر الماضي.

تنفيذ توافق سان فرانسيسكو


وأجرى عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية، وانغ يي، محادثات في بكين، أمس، مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، وخلال الاجتماع، قال وانغ إنّ الهدف الأساسي للجولة الجديدة من الاتصالات الإستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة هو تنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين في اجتماع سان فرانسيسكو.

وسلط وانغ الضوء على التقدم المحرز تحت قيادة الرئيسين الصيني، شي جين بينغ، والأمريكي جو بايدن، مشددًا على ضرورة التركيز على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المتبادل للمنفعة، وقال وانغ إنّ تنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه خلال قمة سان فرانسيسكو بين الرئيسين هو مسؤولية مشتركة، معربًا عن أمله في أن تظل هذه الجولة من الاتصالات إستراتيجية وموضوعية، وأن تصبح بناءة أكثر.

من جانبه، كرر جيك سوليفان التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن بإدارة العلاقات الأمريكية الصينية بمسؤولية، وتجنب الصراع، والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، كما أعرب سوليفان عن رغبته في إجراء حوار مثمر بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بهدف تنفيذ التوافق الذي أبرمه الرئيسان.

لقاءات سوليفان في بكين

تهدف مبادرة البيت الأبيض إلى معالجة القضايا العالقة التي تفاقمت خلال عامي 2022 و2023، ولم تبدأ بالتفكك إلا قبل بضعة أشهر، تحديدًا في مايو، عندما التقى سوليفان بنظيره الصيني وانغ يي في فيينا، ومنذ ذلك الحين، تكررت اللقاءات بينهما في مالطا وتايلاند، ولكن محادثات هذا الأسبوع تمثل اللقاء الأول على الأراضي الصينية، حيث يتضمن جدول أعمال سوليفان محادثات مع وانغ يي، وزير الخارجية ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، وهو الاجتماع الخامس بينهما منذ العام الماضي.

القضايا المطروحة

من المتوقع أن تتناول المحادثات قضايا شائكة تشمل تايوان، بحر الصين الجنوبي، مكافحة مخدرات الفنتانيل، واتهامات الصين بإمداد الأسلحة الروسية. من ناحية أخرى، يعتزم وانغ يي إثارة ما تعتبره الصين «الإجراءات التعسفية» الأمريكية، مثل التعريفات الجمركية وضوابط التصدير والعقوبات الأحادية.

التوترات الإقليمية

تأتي زيارة سوليفان أيضًا في وقت تشهد فيه العلاقات الصينية-الفلبينية توترات متزايدة في بحر الصين الجنوبي، حيث قامت اليابان، حليفة الولايات المتحدة، بإرسال مقاتلات بعد توغل طائرة عسكرية صينية في مجالها الجوي، وهو ما وصفته طوكيو بأنه «انتهاك خطير» لسيادتها، كذلك، اتهم وزير الدفاع الفلبيني بكين بأنها «أكبر معطل» للسلام في جنوب شرق آسيا بعد أسبوع من المواجهات بين سفن البلدين في بحر الصين الجنوبي.

أثر الزيارة على السياسة الأمريكية

ولا يمكن فصل سياق الزيارة عن الانتخابات الأمريكية المقبلة، رغم أن إدارة بايدن أكدت أن زيارة سوليفان ليست مرتبطة مباشرة بالانتخابات، لكن التوقعات تشير إلى إمكانية عقد اجتماع آخر بين بايدن وشي قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي في يناير. ولم يقم بايدن بعد بزيارة الصين خلال فترة رئاسته، مما يسلط الضوء على أهمية هذه الزيارة في سياق العلاقات الدولية المتوترة.

ملفات التوتر بين بكين وواشنطن

- ملف تايوان.

- بحر الصين الجنوبي.

- مكافحة مخدرات الفنتانيل.

- اتهامات أمريكا للصين بإمداد الأسلحة الروسية

- اتهامات الصين لأمريكا بتعمد وضع إجراءات تعسفية كالتعريفات الجمركية وضوابط التصدير والعقوبات الأحادية.