العشم وتأمل الكثير، يوقع الجميع في مأزق الشعور واللحظة، والوحدة حينها والانعزال ملجأ لكثيرين، وتنقي تلك الوحدة شوائب التجارب، وهي أعظم للنفس ومستقر لها.
لهذا فأينما كنت حاول دائماً خفض سقف التوقعات. لا تتوقع الكثير لأن الحقيقة أن الحياة تدور رحاها بين المصالح جيئة وذهاباً وفي أدق الأمور. ودائماً ما كانت الدعاية أن الحياة فيها جوانب إنسانية، إلا أن الإنسانية دائماً ما تعاني أمام مطرقة وسندان المصالح.
لهذا فإنها سياسة نفسية جيدة عندئذ، عندما تتقبل الرفض وتخفض توقعاتك كسياسة عامة في جميع الأمور، حتى لا تصدمك الحياة صدمة قاسية قد لا تقوم منها أحيانا.
المناعة النفسية والتقدير الجيد للأمور، يجعلك ترى ما هو أضيق من انزعاج لحظي لأجل موقف ما. ولعل الصراحة تكون صادمة أحياناً ومدعاة للرحيل، لكنها ولو أنها مؤلمة، أنقى وأفضل من ادعاء زائف، لا قيمة له أمام تجربتك في الحياة.
فلسفة تقبل الرفض وخفض سقف التوقعات، تحميك وتقي العقل قبل القلب، ولو أن العقل والقلب شيء واحد، رغم التفرقة الأدبية والفلسفية التي طرحت منذ أمد بعيد.