مشاهدات عالية
وبلغ متوسط تغطية الليلة الختامية للحزب الديمقراطي 26.2 مليون مشاهد عبر 15 شبكة إذاعية وكابلية، وفقًا لأرقام نيلسن، وهذا يزيد بنحو 820 ألف شخص عن 25.38 مليون شخص شاهدوا الليلة الأخيرة من المؤتمر الوطني الجمهوري.
ترمب يتنقل بين الولايات
من جانبه، أمضى ترمب الأسبوع في محاولة لتنشيط حملته الانتخابية، إذ وضع جدولاً مكثفًا يشمل تنظيم فعاليات انتخابية في 5 ولايات متأرجحة خلال 5 أيام، بالإضافة إلى زيارة الحدود الأميريكية-المكسيكية، ومقابلات مع وسائل إعلام رئيسية، وذلك في الوقت الذي اجتمع فيه الديمقراطيون المتحمسون في شيكاجو لحضور المؤتمر الوطني لحزبهم.
ويعكس هذا التحرك تحولاً كبيرًا في نهج الرئيس السابق، الذي كان يكتفي بالظهور في فعالية عامة أو اثنتين في الأسبوع.
واعتبرت وكالة «بلومبيرج» الإخبارية، أن الأسبوع الذي جرى التخطيط له «بشكل محموم» يخفي مخاوف ترمب من فقدانه القدرة على التأثير في مجريات الأخبار، كما كان يفعل عندما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن (81 عاماً) لا يزال مرشحًا لإعادة انتخابه.
معركة الأضواء
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري السابق والحليف المقرب من الرئيس السابق، نيوت جينجريتش: «ترمب أدرك حقيقة أنه في سباق مختلف، وإنه بحاجة إلى طاقة أكثر، ويريد أفكارًا مختلفة».
ونقلت حملة ترمب معركة الأضواء مباشرة إلى المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، إذ نظمت مؤتمرات صحافية يومية بشأن الاقتصاد والأمن القومي والهجرة في فندق ترمب في شيكاجو، والذي يبعد بضعة أميال فقط عن الساحة التي قبلت فيها هاريس ترشيح حزبها لخوض السباق الرئاسي.
وقالت المتحدثة باسم حملة ترمب، دانييل ألفاريز، إن «دونالد ترمب أمضى كل لحظة في هذا الأسبوع في تسليط الضوء على القضايا التي تهم الأميركيين، بينما قضت كامالا هاريس الأسبوع في تجنُّب المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الخاص بترشيحها وعدم الرد على الأسئلة بشأن آرائها اليسارية المتطرفة، مثل إلغاء الكفالة النقدية».
تحول في حملة ترمب
وأحدث دخول هاريس إلى السباق الرئاسي قبل شهر تحولاً في إستراتيجية حملة ترمب، التي كانت تركز على انتقاد عمر بايدن وتعامل إدارته مع الاقتصاد.
وأمضت هاريس (59 عامًا) وقتًا أطول بكثير من بايدن في الفعاليات الانتخابية لحملتها، وعملت على إبعاد نفسها عن سجل الرئيس الاقتصادي الذي شُوه في أذهان العديد من الناخبين بسبب ارتفاع تكاليف الغذاء والإسكان.
وبسبب إحباطه من الوضع الذي أصبح عليه السباق، ضم ترمب (78 عامًا) العديد من كبار المساعدين إلى حملته بما في ذلك كوري ليفاندوفسكي مدير حملته في انتخابات 2016، والذي ابتكر عبارة «دع ترمب يكون ترمب».
واستعان ترمب أيضاً بتايلور بودويتش، الذي قاد مؤخرًا لجنة عمل سياسي مؤيدة له، وتيم مورتو المتحدث السابق في حملته في انتخابات 2020.
ونقلت «بلومبيرج» عن مسؤول في الحملة قوله إن ليفاندوفسكي سيعمل في المستوى نفسه مع مديري الحملة سوزي وايلز وكريس لاكيفيتا، ويُتوقع أن يظل الأخيرين في منصبهما.
ولن يشرف ليفاندوفسكي على أعضاء الحملة أو إنفاقها، ولكن سيلعب دورًا في وضع إستراتيجيتها، وفقًا لأحد الحلفاء.
وسافر ليفاندوفسكي مع ترمب نهاية الأسبوع الماضي إلى بنسلفانيا، ما يشير إلى أنه سيحظى بقرب وثيق من الرئيس السابق، بحسب «بلومبرغ».
وقد يخلق ضم أعضاء جدد للإدارة مزيدًا من الفوضى في حملة استفادت من قلة الصراعات الداخلية في صفوف أعضائها، ونقلت «بلومبرغ» عن مستشارين سابقين قولهم إن ترمب يفضل أن يكون هيكل القوة المحيط به «لا مركزيًا»، حتى لو كان ذلك يؤدي في كثير من الأحيان إلى التنافس داخل دائرته المقربة.
وقال جينجريتش: «في بعض الأحيان، إذا كنت تسعى لإعادة تشكيل الأمور، فإن القليل من الدراما يكون مفيداً».
وأكد ترمب بنفسه في منشور على منصته «تروث سوشيال» أن «الحماس رائع، وفريق الإدارة، بقيادة سوزي وايلز وكريس لاكيفيتا، هو الأفضل.. الكثيرون يريدون الانضمام إلى الحملة من أجل المحاولة الأخيرة».
لحظة الحسم
وفشل ترمب في محاولاته الأولى لتصنيف هاريس، بعد أن أطلق عليها «الرفيقة كامالا»، وشكك في هويتها العِرقية، ووصفها بأنها «غبية»، وقال الرئيس السابق إنه «يحق له» توجيه الإهانات إلى هاريس، وهو ما أثار تغطية إخبارية يُرجح أن تنفّر النساء والناخبين من أصول إفريقية.
ومع ذلك، بدأت هجماته ضد تجنُّب هاريس للصحافيين، إلى جانب الشعور بأن حملتها لم تقدم خططاً سياسية مُفصلة بما فيه الكفاية، تُحدث تأثيراً، حسبما ذكرت «بلومبرغ».
وذكرت «بلومبيرج» أن ترمب لا يستمع إلى نصائح معاونيه التي تدعوه للتركيز على انتقاد هاريس في القضايا الاقتصادية والتضخم والهجرة، وهي المجالات التي تُظهر استطلاعات الرأي أنه يتفوق فيها بوضوح على منافسته.