تم إصدار توجيه الإفصاح غير المالي في عام 2014، ليلزم الشركات بتقديم تقارير مفصلة حول كيفية تعاملها مع القضايا البيئية والاجتماعية وحقوق الإنسان والمعايير الأخلاقية. يهدف هذا التوجيه إلى تعزيز الشفافية، حيث يسمح للمستثمرين وأصحاب المصلحة بفهم أعمق لتأثير الشركات على البيئة والمجتمع. من خلال تقديم معلومات دقيقة وشاملة، يمكن للمستثمرين اتخاذ قرارات مستنيرة توجه الاستثمارات نحو المشاريع والأنشطة الأكثر استدامة، مما يدعم الأهداف البيئية للاتحاد الأوروبي.
في إطار سعيه لتحسين معايير الإفصاح والاستجابة لتحديات القرن الواحد والعشرين، أدخل الاتحاد الأوروبي توجيه تقارير الاستدامة المؤسسية، كجزء من جهوده لتوسيع نطاق الإفصاح غير المالي. يركز هذا التوجيه على تقديم معايير موحدة لتقارير الاستدامة، مما يضمن دقة البيانات وشفافيتها ويسهل المقارنة بين الشركات عبر مختلف القطاعات والدول الأعضاء.
تهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في الشركات، وتحفيز الاستثمار المستدام، وتحسين الأداء البيئي والاجتماعي بشكل عام. من خلال إقرار هذه التشريعات، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى دفع الشركات نحو تبني ممارسات أكثر استدامة، مما يعكس التزاما عميقا بمسؤوليتها تجاه المجتمعات والبيئة.
لقد حققت هذه التشريعات تقدما ملموسا في تعزيز شفافية الشركات في أوروبا وزيادة الاهتمام بالاستدامة بين المستثمرين وأصحاب المصلحة. ورغم ذلك لا تزال هناك تحديات تتعلق بتوحيد المعايير بين الدول الأعضاء وضمان التزام جميع الشركات بالمتطلبات بشكل متساو.
تعتبر تجربة الاتحاد الأوروبي نموذجا يحتذى به للدول الأخرى التي تسعى إلى تطوير إطار قانوني فعال لتقارير الاستدامة البيئية، حيث يوازن بين التشجيع على الممارسات المستدامة وتحقيق الشفافية والمساءلة في الأنشطة الاقتصادية. يساهم بناء نظام قانوني لتقارير الاستدامة البيئية في بناء مستقبل أكثر استدامة ومسؤولية تجاه البيئة والأجيال القادمة.