في واحدة من أعنف الضربات في الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر بين إسرائيل وحماس، ذكرت السلطات الصحية الفلسطينية إن غارة جوية إسرائيلية أصابت مدرسة تحولت إلى ملجأ في غزة، مما أسفر عن مقتل 80 شخصًا على الأقل.

واعترف الجيش الإسرائيلي باستهداف مدرسة التابعين وسط مدينة غزة، مدعيًا أنه أصاب مركز قيادة لحماس داخل المدرسة، لكن حماس نفت ذلك، وقالت الأمم المتحدة إن الغارة الأخيرة كانت جزءًا من هجمات إسرائيل المتزايدة على المدارس في غزة، التي تحولت إلى ملاجئ للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الحرب.

دمار واسع


وأظهر مقطع فيديو من مكان الحادث جدراناً محطمة على مستوى الأرض في مبنى كبير، كما ظهرت قطع خرسانية وقطع معدنية ملتوية فوق الأرضية الملطخة بالدماء، إلى جانب الملابس والأثاث المتساقط والحطام الآخر، كما غطت الأنقاض سيارة متفحمة النوافذ.

وقال فضل نعيم مدير مستشفى الأهلي في مدينة غزة إن المستشفى استقبل 70 جثة من القتلى في الغارة وأشلاء أجساد ما لا يقل عن 10 آخرين. وقالت وزارة الصحة إن 47 شخصًا آخرين أصيبوا.

مبينًا إن بعض الجرحى أصيبوا بحروق بالغة، واضطر كثيرون منهم إلى إجراء عمليات بتر للأطراف، وقال «لقد تلقينا بعضًا من أخطر الإصابات التي واجهناها أثناء الحرب».



هجمات المدارس

وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت في وقت سابق أنه حتى السادس من يوليو، تعرضت 477 مدرسة من أصل 564 مدرسة في غزة لقصف مباشر أو تضررت في الحرب، وفي تقرير صدر جديد، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن هناك ما لا يقل عن 21 هجومًا على المدارس منذ الرابع من يوليو، مما أسفر عن مقتل المئات بما في ذلك النساء والأطفال.

وذكر التقرير أن العديد من المدارس كانت تستخدم كملاجئ، مضيفًا أن إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي بتوفير مأوى آمن للنازحين، وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان نشر على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» في إشارة إلى الضربات على المدارس: «لا يوجد ما يبرر هذه المجازر».

ألقت إسرائيل باللوم في مقتل المدنيين في غزة على حركة حماس، قائلة إن الجماعة تعرض المدنيين للخطر من خلال استخدام المدارس والأحياء السكنية كقواعد للعمليات والهجمات، ونفى عزت الرشق، القيادي البارز في حركة حماس، وجود مسلحين في المدرسة.

وقالت إسرائيل إن المدرسة المستهدفة تقع بجوار مسجد يستخدم كملجأ لسكان مدينة غزة.



بلا إنذار

ووقع القصف دون سابق إنذار بينما كان الناس يصلون في مسجد داخل المدرسة، بحسب أبو أنس، وهو شاهد عيان عمل على إنقاذ الناس، وقال «كان هناك أشخاص يصلون، وكان هناك أشخاص يغتسلون، وكان هناك أشخاص نائمون في الطابق العلوي، بينهم أطفال ونساء وشيوخ. سقط الصاروخ عليهم دون سابق إنذار، الصاروخ الأول، والثاني، وقد انتشلناهم كأشلاء بشرية».

وقال محمود بصل، المتحدث باسم قوات الدفاع المدني، إن ثلاثة صواريخ اخترقت المبنى المكون من طابقين -الطابق الأول يضم المسجد والثاني المدرسة- حيث كان حوالي 6 آلاف نازح يلجأون من الحرب، وأضاف أن العديد من القتلى لم يكن من الممكن التعرف عليهم، وأن العديد من الضحايا كانوا من النساء والأطفال.

وقف النار

وتأتي الضربة في الوقت الذي جدد فيه الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون مساعيهم لدفع الطرفين إلى التوصل لإتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يساعد في تهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران وقائد كبير في حزب الله في بيروت.

وقالت مصر، التي تعمل كوسيط رئيسي، إن الهجوم على المدرسة أظهر أن إسرائيل ليس لديها نية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، وأدانت الأردن المجاورة الهجوم ووصفته بأنه «انتهاك صارخ» للقانون الدولي، وطالبت قطر بإجراء تحقيق دولي ووصفته بأنه «جريمة شنيعة» ضد المدنيين.

وأسفرت حملة إسرائيل على غزة عن مقتل أكثر من 39790 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 92 ألف آخرين، وفقًا لوزارة الصحة، لقد تم تهجير أكثر من 1.9 مليون شخص من سكان غزة الذين بلغ عددهم قبل الحرب 2.3 مليون نسمة من منازلهم، حيث فروا مرارًا وتكرارًا عبر القطاع هربا من الهجمات، والآن يعيش معظمهم في مخيمات خيام متداعية في منطقة تبلغ مساحتها حوالي 50 كيلومترًا مربعًا 19 ميلا مربعًا على ساحل غزة.



الغارات الإسرائيلية على مدارس غزة

تعرضت 477 مدرسة من أصل 564 مدرسة في غزة لقصف مباشر أو تضررت في الحرب.

هناك ما لا يقل عن 21 هجومًا على المدارس منذ الرابع من يوليو.

العديد من المدارس كانت تستخدم كملاجئ.