تسببت أمطار غزيرة في انهيار آلاف المنازل، ومقتل 17 شخصاً في أبو حمد، المدينة الواقعة في شمال شرق السودان الذي يشهد حرباً مدمرة منذ نحو 16 شهرا، وفق ما أفاد مصدر طبي. وقال شاهد لإحدى الوكالات، إن «الأمطار الغزيرة تسببت في انهيار معظم المنازل وانهارت جميع المحلات التجارية في السوق».

وعادة ما تهطل أمطار غزيرة في السودان بين مايو وأكتوبر وهي فترة تشهد خلالها البلاد فيضانات خطرة تلحق أضرارا بالمساكن والبنية التحتية والمحاصيل.

كوارث طبيعية


وقال المصدر، الذي يعمل في مستشفى أبو حمد، إن 17 شخصاً لقوا مصرعهم بسبب انهيار منازلهم.

وأضاف أنّ «العديد من الجرحى ما زالوا يصلون إلى المستشفى» في هذه البلدة الصغيرة الواقعة في ولاية النيل التي تقع على بعد 400 كيلومتر شمال الخرطوم.

والأسبوع الماضي، خلفت 5 قتلى في بورتسودان، على الساحل الشرقي.

وقال المركز الاتحادي لعمليات الطوارئ في السودان إن الأمطار الغزيرة والفيضانات أودت بحياة 32 شخصا منذ السابع من يوليو في 7 من ولايات البلاد الـ18.

كما أصيب عشرات الأشخاص وتضرر أكثر من 5 آلاف منزل.

ووفقا للأمم المتحدة تسببت هذه الظواهر بنزوح أكثر من 21 ألف شخص منذ يونيو معظمهم في مناطق تشهد معارك طاحنة.

ومع اقتراب موسم الأمطار، حذرت المنظمات العاملة في المجال الانساني من أن الأمطار الغزيرة والفيضانات ستؤدي إلى عزل مناطق بأكملها.

وتحصد في كل عام العديد من الأرواح، بشكل مباشر أو غير مباشر، بسبب الأمراض الناجمة عن الرطوبة.

ويخشى تسجيل أضرار جسيمة بشكل خاص هذا العام، بعد ما يناهز 16 شهرًا من الحرب التي ألحقت دماراً كبيراً بالبنى التحتية واجبرت الملايين على النزوح إلى المناطق المعرضة للفيضانات.

مخاوف البيئة

وحذر خبراء بيئيون من أن يؤدي اختلاط مخلفات التعدين الضارة بالمياه إلى كوارث صحية وبيئية كبيرة، في وقت تشهد فيه البلاد هشاشة كبيرة في القطاعات الصحية والبيئية بسبب الحرب المستمرة منذ نحو عام ونصف.

ورأت حنان مدثر، استشاري أنظمة البيئة والمياه والتنمية المستدامة أن منطقة أبو حمد لها خصوصيتها، إذ تعتبر واحدة من المناطق التي تشهد أنشطة تعدين كبيرة وتستخدم فيها المواد الضارة بالبيئة بشكل واسع.

وقالت «ما يحدث الآن يفتح الباب أمام كل السيناريوهات خصوصا في ظل الانفلات البيئي في المنطقة الناجم عن انتشار التعدين العشوائي وعدم وجود رقابة عليه».

وتضيف «السيول هذه تؤدي إلى جرف المخلفات نحو مجاري المياه والآبار الجوفية التي تستخدم في الشرب وري الزراعة، وما يصاحب ذلك من تلوث بيئي بشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان».

ويتزايد الخطر أكثر في ظل تقارير تحدثت عن جرف مياه السيول لكميات ضخمة من مخلفات الذهب المخزنة في مزارع ومنازل ومدارس في العديد من المواقع المحيطة بالمنطقة.

ويتحول 99.9% من الركام المستخلص منه الذهب لنفايات، وعندما تهطل الأمطار وتجرف الوديان مخلفات الزئبق إلى الأنهار تتلوث مياه الشرب والري مباشرة بالزئبق والسيانيد ومخلفات التعدين الأخرى.

معاناة السودان:

- حرب بين جنرالاتها تسببت بموجة نزوح عالية

- على حافة المجاعة مع نداءات عالمية تحذر من سوء الوضع

- انتشار الأمراض والأوبئة

- نقص حاد في الخدمات الصحية والبيئية اللازمة

- هجمات من السيول والفيضانات