كانت مدينة عنيزة منفتحة منذ وقت مبكر على مبدأ فكرة الشراكات ما بين القطاع العام والقطاع الخاص. وقد تمثل ذلك في مركز القصيم العلمي، الذي كان في الأصل شراكة ما بين وزارة التعليم ومجموعة الزامل القابضة. وفي سوق المسوكف التراثي، وبيت البسام التراثي، والذي كان شراكة ما بين مجموعة الزامل القابضة وإدارة الآثار بعنيزة. ومؤخراً جادة النخيل، أحد مشاريع السياحة الريفية، والتي تحتل موقعاً سياحياً مميزاً ونقطة جذب سياحي وسط المدينة، والتي تمثل شراكات متعددة تضم قطاعات مختلفة كالجمعية التعاونية السياحية وبلدية عنيزة والمستثمرين والمطورين وملاك المزارع وصندوق التنمية السياحي.

الشراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص إحدى المبادرات الكبرى التي أطلقها محافظ عنيزة عبد الرحمن بن إبراهيم السليم لتطوير وتحديث عنيزة. لقناعته بأنه لا يمكن إحداث تطور نوعي للمدينة إلا عن طريق فتح جسور الشراكات ما بين القطاع العام والقطاع الخاص، فقد طرحت بلدية عنيزة حزمة من المشاريع التطويرية بنظام الشراكة ما بين القطاع العام والقطاع الخاص، حيث استقطبت قادة الأعمال والمطورين والمستثمرين ومختلف المؤسسات والشركات.

إذا ما نظرنا مثلاً إلى مدينة عنيزة التاريخية، نجد أن وسط المدينة استعاد معالمه التراثية وطابعه التاريخي والمتمثل في الأسواق القديمة ودكاكين الحرف الشعبية والأزياء والملبوسات والمصنوعات القديمة والمصوغات والمطاعم والمقاهي والمجمعات التراثية.


ولذلك تظل علاقة الشراكة ما بين القطاعين موجهة اقتصادياً لجذب الاستثمارات إلى مدينة عنيزة، وبالذات في مجالات البنية الأساسية والخدمات والمرافق العامة، باعتبار أن الشراكات ما بين القطاع العام والقطاع الخاص مكون رئيسي من مكونات رؤية 2030. وقد تزايد الاعتماد عليها مؤخراً كوسيلة لاستقطاب وجذب الاستثمارات، وعلى أثرها حققت عنيزة تمدنًا فريدًا وتحولًا نوعياً باهرًا. فقد تبنى المحافظ على مدى ثمان سنوات أفكارًا ومبادرات أحدثت تغييرات في البنية الاقتصادية. وقام بدور بارز في استقطاب رؤوس الأموال، حيث بدأنا نشهد الأبراج السكنية والتجارية والمكتبية، والمولات الكبرى والمراكز والأسواق التجارية الحديثة والمنتجعات الترفيهية والحدائق والمتنزهات والشوارع الحديثة والديوانيات المفتوحة، حيث شهدت عنيزة على نطاق واسع حركة تطويرية شاملة وخاصة في الأفكار التخطيطية والتطوير العمراني والحضري، أدخلت عنيزة طورًا حضاريًا جديدًا، حيث تداخلت الأساليب المعمارية الحديثة مع تراث المدينة القديم، في تفاعل خلاق فأخذت شكلاً حضاريًا جديدًا.

والحديث عن محافظة عنيزة يجر بصورة طبيعية للحديث عن الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة القصيم، الذي كان ولا يزال وراء نهضة القصيم الكبرى، فقد حققت محافظات القصيم تمدناً وتقدماً اجتماعيا واقتصاديا وثقافياً وحضارياً بارزاً.

فالأمير فيصل شخصية واعية بعيدة النظر، عميقة التفكير، واسعة الاطلاع، قدم إنجازات باهرة ومتلاحقة على مستوى المنطقة، كانت القوة الدافعة وراء تطور وتقدم القصيم. وهذا ما مكن المنطقة من أن تحتل مكانة متقدمة في أولوياته، فقد تداخلت منطقة القصيم مع الاقتصاد من أوسع أبوابه، وكان لها حضور واسع في منظومة الاقتصاد الحديث. فالأمير فيصل بن مشعل شخصية مفكرة ومطورة أطلق المبادرات الاقتصادية والمجتمعية على مستوى المنطقة، وأوجد عالماً مستقبلياً يقوم على توظيف الكيفية توظيفاً نوعياً، ومن هذا المنطلق نراه مسانداً قوياً للاقتصاد والثقافة والزراعة والسياحة والتعليم والصحة والنهضة التكنولوجية في إطار رؤية 2030.

وقد استلهم المحافظ عبد الرحمن السليم أفكار ورؤى ومبادرات الأمير فيصل وفعّلها في تطوير عنيزة، وبالذات مبدأ تفعيل الشراكات ما بين القطاع العام والقطاع الخاص، والتي تعتبر ذروة التطور الاقتصادي والحضاري الحديث، وسوف تصنع الشكل الجديد لعنيزة الحديثة.

فالمحافظ عبد الرحمن السليم يتميز بالرؤية الواسعة والطموح اللامحدود، فقد نقل النظريات والتقنيات الحديثة وغرسها في جذر التطوير، وجعل عنيزة نموذجاً عصريا، حيث سعى إلى تطويرها وترسيخ بنيتها الاقتصادية. فقد كان على مدى ثمانية أعوام حاضراً في حياة عنيزة، وكانت فترة خصبة بالتحولات والنقلات النوعية والإنجازات الباهرة. كان يقود عنيزة بكفاءة ومهنية عالية، وأطلق حملة من المبادرات النوعية التي صنعت منعطفاً فارقاً مكن محافظة عنيزة من الحضور بقوة على مستوى المدن والمحافظات.

واليوم تدخل عنيزة طوراً حضارياً جديداً مع المحافظ الجديد سعد بن عبد الله السليم، الذي يتمتع بالفكر القيادي والمهارات الإدارية وروح المبادرة والقرار الصحيح، وإحالة النظريات والأفكار إلى تطبيقات عملية وحقائق ملموسة. فالشيء الرائع في تجربة المحافظ الجديد سعد أنه شخصية شابة جذابة ومطورة وملهمة، يملك رؤية علمية ونهجا رصينا وتجارب وخبرات تراكمية، وعمقاً معرفياً اكتسبها من كونه وكيلا للمحافظ، وكان إلى جانب تجاربه ومهاراته المتفردة، قدوة في الإنسانية ونمطاً فريداً في التواضع والسماحة والبساطة والمرونة الاجتماعية، يتحلى بشخصية مفكرة فقد كانت لديه أفكاره وتصوراته وتطلعاته للنهوض بعنيزة، وهو ينطلق في هذا من معرفة دقيقة ومتمكنة بالواقع المجتمعي والاقتصادي والحضاري والإنساني لمحافظة عنيزة، واستيعاب كامل لهذا الواقع. والتي جعلته منفتحاً على عنيزة في مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والحضارية والإنسانية وضعته في صورة فريدة مع هذه المدينة.

وإذا كان سعد السليم يتمتع بعلاقات ممتازة مع الجميع ليس لكونه محافظاً فحسب، وإنما لتواضعه وسماحته ولطفه وتبسطه وإنسانيته.

والآن، يؤسس المحافظ الجديد سعد السليم لمرحلة تطويرية واستثمارية جديدة. فقد كانت حصافته وبعد نظره يضعانه أمام فكرة الشراكات الاقتصادية ما بين القطاع العام والقطاع الخاص، وهي فكرة تعكس نصجه ووعيه الاقتصادي والحضاري، وذلك من خلال فتح قنوات اتصال مع كبار رجال الأعمال والمستثمرين والمطورين، ليضع مدينة عنيزة في مستوى المدن المتطورة، فتلازم البعد الاقتصادي بالبعد الاجتماعي والثقافي والإنساني سوف يجعل من عنيزة نمطاً فريداً ونموذجاً حضارياً ملهماً، خاصة وأن المحافظ سعد من القيادات الشابة، وقد شرع في وضع إستراتيجية التطوير ليجعل من محافظة عنيزة مكان جذب للمستثمرين والمطورين وشركات القطاع الخاص.

ولكن يظل للجانب الإنساني طابعه الخاص في عنيزة باعتبارها مدينة الإنسانية، فقد زرت مختلف المؤسسات الإنسانية ومراكز التنمية الاجتماعية ومراكز التأهيل الشامل والرعاية الاجتماعية والصحية، ومراكز التكافل الاجتماعي والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.

فقد تلازمت في مدينة عنيزة الفطرة الإنسانية مع الحاجات والعواطف والمشاعر الإنسانية في أصدق صورها ما جعلها فعلاً (مدينة الإنسانية).