لم يكن «متنزه الردف» الملاذ الرئيس ومتنفس الأهالي والزوار بأجوائه العليلة، الكائن في قلب المدينة التاريخية فاتنة الشعراء الطائف، مجرد موقعًا ترفيهيًا للنفس وترويحًا لها، بل يجد فيه جموع الحاضرين قصصًا لحكايات الأساطير، بنقوشه الثامودية القديمة التي سكنت صخوره الشامخة، لتكون شاهدةً على قصص محفورة في ذاكرة المكان، تنقل من خلالها روايات الأجداد والأجيال التي عاشت بهذا الموقع، وما تركته من بصمة معرفية ثمينة يتأملها الزائر، والمهتم في فك ألغازها والغوص في أعماق تاريخه المجيد.

وظلّت النقوش الثامودية في متنزه الردف الترفيهي، جسرًا يربط الحاضر بأولئك الذين ساروا على هذه الأرض قبل آلاف السنين، الذين أذنوا لنا بلمس جزء من تاريخهم الإنساني، المحفور بين تمايل أشجاره المعمرة مع نسائم هوائه العليل؛ لتبرز هذه النقوش ورسائلها بأن متنزه أرض الردف هو بمثابة موقعاً أثريًّا ترفيهيًا جمع الماضي بالمستقبل، واحتفظ بعدد كبير من النقوش والرسوم الصخرية المنتشرة في جباله قصيرة القامة.